15 سبتمبر 2025

تسجيل

مفاوضون بلا أسنان!!

11 ديسمبر 2010

منذ أن بدأ المفاوض الفلسطيني يتفاوض مع العدو الصهيوني وأغلبنا من مفكرين ومثقفين عرب نقول إن هذا المفاوض لن يحرر شبراً في تفاوضه ولن يعيد حقاً مغتصباً ولن يحرر أسيراً أو معتقلاً ولن ينتزع اعترافاً بحق العودة ولن يردع العدو الصهيوني عن إرهابه وجرائمه ولن يوقف مسلسل القتل والدمار بحق الأطفال والنساء والشيوخ بل لن يتمكن هذا المفاوض من فتح معبر أو إزاحة نقطة تفتيش صهيونية أو يرفع حصاراً عن مليون ونصف المليون من الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة. ورغم التحذيرات المتكررة والطلبات العديدة من هؤلاء المفكرين والمثقفين العرب بوقف مثل هذه المفاوضات والبحث عن بدائل عملية أخرى وفيها خيار المقاومة فقد أصر المفاوض الفلسطيني مدعوماً بموقف بعض الدول العربية على السير نحو التفاوض وهو يعلم جيداً أنه يلهث وراء السراب بل إن خطر التفاوض كان له تداعيات خطيرة على القضية الفلسطينية فقد كانت هذه المفاوضات غطاء لعدة جرائم قام بها العدو الصهيوني فقد التهم المزيد من الأرض الفلسطينية وأقام فوقها المستوطنات الصهيونية، فخلال التسعة عشر عاماً من التفاوض أقام العدو مئات بل آلاف المستوطنات على الأرض الفلسطينية المحتلة وخلال هذه السنين أيضاً حاول تهويد القدس وها هو يلتف حولها كالثعبان بهدف تهويدها أو تدميرها بالحفريات والهدم من حولها وخلال سني التفاوض أيضا قتل المئات بل الآلاف من الشعب الفلسطيني وخلال هذه السنين أيضا وهو يأسر ويعتقل المئات بل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني وأيضاً يحاصر الملايين في غزة ويعرضهم للجوع والموت البطئ. الآن يتعرف هذا المفاوض الفلسطيني وبعد مرور تسعة عشر عاماً من التفاوض بأنه كان يلهث وراء سراب ويعترف بأن المفاوضة مع العدو الصهيوني لم تثمر شيئاً يذكر ويعترف أيضاً بأن آماله في الإدارة الأمريكية قد خابت وفشلت عندما تخلت الإدارة الأمريكية عن مطالبة العدو الصهيوني بوقف الاستيطان مقابل الدخول مرة أخرى بالمفاوضات المباشرة. لقد قلنا للمفاوض الفلسطيني ومعه العربي "اللي يجرب المجرب عقله مخرب" لكنهم لم يستمعوا لنا ولم يكترثوا بنا ولم يعطوا أقوالنا اهتماماً وها هم يفشلون بل يخسرون.. فقد فشل هؤلاء المفاوضون في رهانهم وخسروا بل انهزموا في حرب المفاوضات وها هم يبحثون عن "بدائل" والبدائل التي يبحثون عنها لقد قلناها لهم أيضاً وقلنا إن المفاوضات هي شكل آخر للحرب تحتاج إلى قوة فكما للحرب العسكرية قوة عسكرية أيضاً للمفاوضات قوة تحميلها ولأن المفاوض الفلسطيني لم يتسلح بهذه القوة فقد انهزم في هذه الحرب لأنه دخلها بلا أسنان وهذه القوة التي يجب أن يتسلح بها المفاوض العربي الفلسطيني هي الوحدة الوطنية أولاً ثم تسليح الشعب ثانياً واعتماد خيار المقاومة وهذه المقاومة هي حق مشروع لكل شعب احتلت أرضه. يضاف إلى هذه الأسلحة قوة الموقف العربي الداعم والمساند وهذا السلاح يعتبر من أهم الأسلحة لأن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع عربي –صهيوني لهذا دأب هذا العدو على تفكيك جهات التفاوض معه فهو نجح في تفاوض وصلح صهيوني-مصري.. وأردني-صهيوني وها هو يريد من المفاوض الفلسطيني أن يبقى وحيداً وبعيداً عن "قومية الصراع"، وهنا لابد للنظام الرسمي العربي من أن يستفيق من غفوته وينهض من سباته ويفز دفاعاً عن أمنه القومي العربي وعن كرامته ومستقبله، فالعدو الصهيوني يحاصره من كل حدب وصوب والأفعى الصهيونية تلف نفسها حول عنق النظام الرسمي العربي، خاصة ما حدث من غزو واحتلال للعراق الشقيق واحتمال انفصال جنوب السودان الآن وغيرها من الدول العربية التي يحاول هذا العدو تمزيقها وتفتيتها بالآلة العسكرية الأمريكية -كما حدث في العراق -أو بالمخابرات كما يحدث الآن في جنوب السودان ودارفور. أما السلاح الأخير والمهم المفاوض الفلسطيني والعربي أيضا هو سلاح "التحالفات" الدولية وهذا السلاح لم يحمله المفاوض معه بل ذهب عارياً من أي تحالف دولي حتى ان بعض الدول التي ترغب في مد جسور التحالف معه يردمها بنفسها ويمنع التواصل بينه وبينها فعلى سبيل المثال الموقف التركي الذي سجل سابقة تاريخية عندما اختلط الدم التركي مع الدم الفلسطيني والعربي في المياه الفلسطينية عندما أقدم العدو الصهيوني على قتل تسعة أتراك كانوا في قافلة الحرية فوق سفينة مرمرة التي أرادت فك الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يضاف إلى هذه الدولة بعض الدول الإسلامية الأخرى والقوية، وكذلك بعض الدول الأوروبية التي قال بعض زعمائها "لن نكون عرباً أكثر من العرب"!!. هذه هي البدائل التي يجب أن يتسلح بها المفاوض الفلسطيني وهذه هي الأسلحة التي يجب أن يتسلح بها وإلا فإنه سيبقى يفاوض بلا أسنان.