13 نوفمبر 2025
تسجيلمرة أخرى توفق المقاومة الفلسطينية في اختيار عنوان المعركة فبعد معركة سيف القدس في عام 2021 التي كانت دفاعا عن مسرى النبي وقبلة المسلمين الأولى فها هي اليوم مرة أخرى تختار العنوان وهو المسجد الأقصى للدفاع عن المسجد الأقصى الذي تزايدت الانتهاكات الصهيونية بحقه، وكان آخرها في الأعياد اليهودية في الأيام الأخيرة. فالأقصى عنوان البركة (باركنا حوله) وكل من يدافع عنه ينال بركة الانتصار والتخطيط والتنفيذ. والأقصى عنوان وحدة الشعب الفلسطيني والأقصى عنوان الأمة الإسلامية. ولذلك فإن هذه البركة قد تتوسع دوائرها الطبيعية. لقد كان العنوان صحيحا ومختارا بعناية. كما هو معلوم منذ بداية عام 2023 انتهك أكثر من 42 ألف مستوطن اسرائيلي ساحات المسجد الاقصى وتصرفوا كأن التقسيم الزماني والمكاني سيصبحان أمرا واقعا، وتم الاعتداء على النساء والشيوخ والأطفال وعربد المستوطنون في كل مكان وتوعد بن غفير الأسرى وتعهد سموتريتش بتوسيع الاستيطان. لم يكن لدى حركة حماس أي مطالب أو أهداف من هذه العملية سوى الانتصار للمسجد الأقصى الذي يعد أغلى المقدسات بالنسبة للأمة الإسلامية والشعب الفلسطيني. وقد أرادت المقاومة أن تحقق لشعبها العيش بحرية وكرامة في الوقت الذي يسعى العدو لتصفية القضية تماما من خلال التطبيع مع المزيد من الدول العربية والإسلامية. أما التوقيت ففي أكتوبر من جديد وبعد انتصار 1973 بحوالي 50 عاما تماما تعيد المقاومة الفلسطينية الذكريات للأمة العربية والإسلامية وتذكرها بزمان الانتصارات وبتاريخ اللامستحيل وبتاريخ المبادرة لاسترداد الحقوق والدفاع عنها.منذ عدة أشهر وهناك نداءات لإسرائيل من كل دول العالم ومؤسسات حقوق الانسان للتوقف عن انتهاكاتها بحق المسجد الأقصى وبحق الأسرى الفلسطينيين في السجون لكن لن يردع الاحتلال الإسرائيلي إلا القوة العسكرية. الاستعمار على مدار التاريخ لا يفهم إلا لغة القوة. لقد أثبتت المقاومة الفلسطينية للعالم كله أن إرادة صاحب الحق أقوى من قوة الاحتلال والاستعمار حتى لو حصل على الدعم الدولي من كل مكان ولو كان متدرعا بأعتى أنواع الأسئلة. لقد فاجأ تخطيط المقاومة وتكتيكاتها العسكرية العالم كله حتى أن دولة الاحتلال الاسرائيلي لم تستيقظ من الصدمة حتى الآن. لقد سحب العدو العديد من قواته على حدود غزة للزج بهم في وأد الهبة الناشئة في الضفة الغربية والتي ازدادت وتيرتها في الأشهر الأخيرة، كما أن العدو كان يخطط مع انتهاء موسم الأعياد اليهودية أن يقوم بعملية عسكرية واسعة ضد المقاومة في غزة ومع أخذ هذه المعلومات بعين الاعتبار من المقاومة في غزة وعلى رأسها كتائب القسام تم اتخاذ قرار بوضع حد للاحتلال لمنع عربدته بدون حساب كما قال محمد الضيف قائد كتائب القسام. لقد حملت عملية طوفان الأقصى رسالة أساسية وهي أن الشعب الفلسطيني لن يقبل استمرار تدنيس المقدسات واستمرار الاستيطان والحصار على غزة. لقد شاهدنا صورا من الخيال. لم يكن أحد يتوقع هذا المشهد حتى أقوى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية كلها أقرت بالفشل في توقع هذه العملية. بكل وضوح يمكننا القول إن التاريخ الفلسطيني يكتب من جديد وأن ما بعد طوفان الأقصى ليس كما قبلها. إن هذا الكم من المفاجآت للقريب قبل البعيد يجعل المرء منتظرا لمزيد من المفاجآت ولهذا فإن من قام بهذه المفاجأة لابد أن لديه المزيد ولديه توقع لكافة سيناريوهات الحكومة الفاشية التي يقودها نتنياهو.