16 سبتمبر 2025

تسجيل

(عرس الدم) ملطخ ب (الفضائح)

11 أكتوبر 2007

لم يعد شهر رمضان المبارك - ونحن في ساعاته الاخيرة - فرصة للعبادة، فقد حولته الفضائيات العربية بلا استثناء تقريبا - الا من رحم الله - الى شهر للهو والعبث وبث السموم بأساليب اكثر سوءا وخبثا من باقي اشهر العام، عبر مسلسلات تحرض على الرذيلة والتفسخ الاخلاقي والعبث بالقيم والمبادئ والاخلاق. . . . لن نتحدث عن الفضائيات العربية (الغريبة) التي تحمل لواء (التغريب) في مجتمعاتنا العربية، فهذه الفضائيات - في الغالب - لا تحمل هوية او قيما واعرافا. . . ، ولكن ان ينضم تليفزيوننا الموقر الى قائمة هذه الفضائيات غير المرحب بها، فان هذا هو الادهى والامر.مسلسل (عرس الدم) الذي يقوم تليفزيوننا ببثه يوميا عند الساعة الرابعة عصرا، هل قام المسؤولون بالتليفزيون بمراقبته قبل السماح ببثه؟.اجزم ان ذلك لم يحدث، فلو كلفت اللجنة - او الافراد - الذين يقومون باعطاء الموافقة على شراء المسلسلات باستعراض جوانب من حلقات هذا المسلسل لما سمح ببثه في تليفزيون يفترض فيه الحفاظ على القيم والاخلاق، ثم ما هي القنوات والفضائيات التي تقوم ببث هذا المسلسل؟.اتعرفون ما هو فحوى او مضمون المسلسل؟. . . ملخص المسلسل قائم على العنف والقتل والاغتصاب والضرب والتلذذ بتعذيب النساء من قبل الازواج (الرجال)، واستعمال الاسلوب السادي في التعذيب، هذا عدا الانحراف الاخلاقي الذي يبشر به المسلسل. . . .وللاسف ان اختيار الوقت هو الآخر طامة كبرى، فهو يعرض عند الساعة الرابعة عصرا تقريبا، وفي هذا التوقيت عادة تكون المرأة منشغلة بترتيب مائدة الفطور، حتى وان لم تكن هي التي قامت بالطبخ، الا انها من المؤكد يكون لها الدور الرئيسي في الاعداد، وفي الوقت نفسه الاب ( الرجل ) اما يكون في راحة بعد ساعات عمل منذ الصباح، او آخذ زاوية لقراءة القرآن، بمعنى ان الاب سيكون هو الآخر منشغل، من يبقى جالسا امام التليفزيون، انهم الاطفال، الذين يكونون لقمة سائغة امام هذا الهجوم الكاسح والمدمر للاخلاق والقيم والمبادئ. . والتي يتضمنها هذا المسلسل.الرسائل التي يحملها المسلسل سواء قيام الرجل باستخدام افظع اساليب التعذيب تجاه زوجته وباسلوب سادي، او الانحراف الاخلاقي بين الفتيات، او الايدز او الانتحار. . ، بل ان المسلسل يقدم نماذج من الحلول لمشاكل يتعرض لها الفرد تتنافى تماما مع ديننا وعاداتنا وقيمنا، كما هو الحال مع الانتحار عندما تغلق الابواب امام الشخص فان اول ما يفكر به هو الانتحار، وليس العودة الى الدين او الاستئناس برأي الاهل او اخذ المشورة من العقلاء. . ، فهل يريد تليفيزيوننا ان يدعو اطفالنا الى الانتحار عند اي مشكلة؟.في اوروبا عادة الافلام او المسلسلات التي بها لقطات عنف اما تعرض في اوقات لا يحضرها الاطفال، او يتم الكتابة على الفيلم انه يحتوي على مشاهد بها عنف، لا ينبغي لمن هم دون 18 سنة مشاهدتها، فهل مجتمعنا لا يستحق من تليفزيوننا ان يعيره الاهتمام؟. الجهة التي تجيز الاعمال الفنية يجب ان تحاسب على قيامها بالموافقة على شراء هذا المسلسل - وللاسف حصريا - الذي دفعت من اجله اموال طائلة، والنتيجة ضرب القيم والعادات والاخلاق والدين. . وكل ما تعارف عليه مجتمعنا، فما حمله هذا المسلسل من مضامين هدامة، ومعالجات خاطئة. . . يسيء جدا لمجتمعنا، ويقدم صورة مشوهة عن اعلامنا، فهل نجد وقفة جادة لمحاسبة من يجيز اعمالا تحمل سموما تنشرها في المجتمع؟. نأمل ذلك.