11 سبتمبر 2025
تسجيلبعيداً عن أداء الضيف في الحلقة الأخيرة من البرنامج النوعي (لكم القرار)، الذي أعدته المدينة التعليمية، وبث الأحد الماضي على الفضائية القطرية، فإن هناك إضاءة جديدة في نوعية البرامج التي تقدم على الفضائية القطرية. فكرة البرنامج في حد ذاتها تستحق التقدير والاشادة، والتوقف عندها قليلا لتسليط الضوء على مثل هذه النوعية من البرامج المطلوبة، التي افتقدناها على الشاشة القطرية منذ زمن، إلى أن جاء هذا البرنامج في حلقته الأولى عندما حل سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الأمين ضيفا ليحاور مجموعة من الشباب من الجنسين بكل حرية، مستعرضين كل الأفكار التي يمكن التحدث فيها. اتاحة الفرصة أمام هذا الجيل من الشباب لمناقشة قضاياه مطلب مهم، وتعويده على طرح آرائه بكل حرية تخلق جيلاً فاعلاً في الحياة العامة، ومتفاعلاً مع قضايا المجتمع، يمتلك الجرأة ليقول رأيه بكل حرية أمام المسؤول، حتى وان كان ذلك مخالفا لرأي ذلك المسؤول، بل منتقدا إجراءات ولوائح يعمل بها في مؤسسات وهيئات مختلفة ذات علاقة بالقضية. للأسف الشديد إلى هذه اللحظة فإن اسلوب التعليم لديه نادرا ما يتيح للطالب حرية ابداء رأيه بكل صراحة، دون خوف او فزع أو رعب من الهيئة الادارية أو التدريسية من ان يتحول رأيه الى نقمة عليه، ووضعه في القائمة (السوداء) في مدرسته، ومن ثم فقد تعود طلابنا في الغالب على أسلوب التلقي في التعليم، دون المشاركة في النقاش والحوار وطرح الرأي الآخر، فخرج لدينا جيل منزوٍ ومنطوٍ على نفسه، ونادرا ما تجده مشاركا في حوارات عامة، أو متحدثا في لقاءات مفتوحة، بل يفضل الغالبية العظمى من طلابنا سياسة الصمت. وليس التقصير في المدرسة أو النظام التعليمي فحسب، بل ان الطفل وفي أسرته لا يجد التشجيع لإبداء رأيه حول ما يطرح داخل أسرته، أو خلال مجالسته لوالده أو أشقائه الأكبر منه، فغالبا ما نطالب الطفل بالسكوت والاستماع فقط، ونشير إليه إلى أنه جاهل، وبالتالي يخرج الطفل إلى البيئة التالية وهي المدرسة ليجد الأمر مكملا لما نشأ عليه في المنزل، فتنشأ شخصية الطفل او الشاب على تفضيل السكوت خوفا من الخطأ أو من (تكميم) الأفواه، أو من تسفيه رأيه. برنامج (لكم القرار) مطلوب دعمه، ومطلوب تفاعل من قبل المسؤول من كافة القطاعات، وفي الوقت نفسه نأمل الاستمرارية لهذا البرنامج، والاستمرار أيضا في طرح القضايا المتعلقة بالمجتمع، بمشاركة الشباب، وحبذا لو تم كذلك استطلاع للرأي حول أولوية القضايا التي يريد المجتمع تناولها في هذا البرنامج المميز. رسالة تقدير إلى كل من وقف خلف ظهور هذا البرنامج، وكل من ساهم بدعمه، وكل من شارك في إنجاحه، وأملنا استمرار تميزه.