23 أكتوبر 2025

تسجيل

رؤية استشرافية للارتقاء بخدمات طوارئ حمد (1-2)

11 سبتمبر 2018

نتمنى التعامل مع الحالات الطارئة بشكل حضاري يحفظ للمرضى حقوقهم يجب توحيد النظام الصحي بالدولة مع إشراك الخبرات القطرية للتخطيط في ذلك النسبة الحقيقية للممرضات القطريات 2 % وهي نسبة مخجلة للغاية المراكز الصحية لا تلبي احتياجات المرضى مما يضطرهم لمراجعة الطوارئ سيل من المكالمات والرسائل الإلكترونية التي وصلتني بالأمس حول ماتناولناه عبر صحيفة الشرق من خلال هذا المنبر تعقيباً على موضوع " المعاناة في طوارئ مستشفى حمد " والمطالبة بتحسين الخدمات والقضاء على الخدمات المتردية والهزيلة للمواطن والمقيم مع مراعاة الكثير من الإصلاحات لتقديم خدمة صحية أفضل مما عليه اليوم .. وبجودة عالية ؟!! . وهنا نعرض ما اقترحه الكثير: منطلقين من باب تحقيق المصلحة العامة لهذا الوطن واطلاع كبار المسؤولين في الدولة على هذه النداءات والمقترحات لتصحيح الوضع الصحي المزري في " طوارئ مستشفى حمد " بشكل خاص وفي مؤسسة حمد الطبية بشكل عام ..  وبما يحقق التغيير نحو الأفضل بإذن الله تعالى: ففي البداية: لا بد من الإشارة إلى أن إحصائية التمريض للقطريات نسبتها الحقيقية هي 2 %  ..  لذلك فان الحالة ما زالت مختلة التوازن لان هناك حالة من عدم التقابل بين القطريات وغير القطريات في المؤسسة .. ولعله ينظر للوضع المعاش بهذا الصدد بهدف تحسين الوضع المتواضع لمجال التمريض ..  كما أن الأطباء الوافدين – كما يرى البعض – قد ساهموا في تفكيك النظام الصحي بما يخدم مصالحهم من حيث فتح مجال التعيينات لأهلهم وأصحابهم وهذا هو الواقع المرير .. ولابد من إصلاح هذا الخلل .. فبلدنا صغير وكل الأمور مكشوفة ويراها الجميع. عزوف القطريات عن مجال التمريض: ولعل من أسباب عزوف القطريات عن العمل بمهنة التمريض هو بسبب ما وجدنه من إحباط لدى القدامى ممن عمل في التمريض وما واجهنه من معاناة وضغوط نفسية تعرضن لها بشتى الأشكال .. فمنهن من وصلن المحاكم نظرا للظروف غير القانونية التي وصلن إليها داخل عملهن ؟!! . والخدمات الصحية : لابد أن تكون تحت مظلة واحدة حتى تتم عجلة العلاج للمريض متكاملة فتبدأ من المراكز الصحية التي هي بمثابة رعاية أولية .. وفِي حالة - مثلا - تفاقم المرض ويحتاج إلى تدخل جراحي يحول المريض للمستشفى مرة أخرى للمركز الصحي كل حسب منطقته لاكتمال علاجه بالمستشفى للمتابعة العلاجية .. وهذا لا يحدث حاليا .. كما أن المراكز الصحية تعمل لحالها  .. وساعات العمل فيها مختلفة ولا تتطابق مع احتياجات المرضى مما يضطرهم إلى مراجعة الطوارئ . ولعل الحل  يكمن : في توحيد النظام الصحي بالدولة .. ولابد كذلك من إشراك الخبرات القطرية للتخطيط في ذلك .. والارتقاء بالمقترحات الصحية لتعديل الأوضاع لأنهم الأعلم باحتياجات وتحديات مجتمعهم القطري .. وان بلادهم لابد لها من فتح المراكز الصحية الكبيرة على مدار الـ 24 ساعة .. وذلك لتغطية الحالات الطارئة بدلا من معاناتها داخل " طوارئ حمد " وهو ما أنتج عنه تردي الوضع الحالي وزيادة المعاناة ... مثل العمل على تشغيل المراكز الآتية: - مركز مدينة خليفة  - مركز الريان  - أبوبكر الصحي - مركز عمر بن الخطاب  - مركز المطار . وهنا نسأل : لماذا يمنع أطباء المراكز الصحية من عمل الخياطة للجروح البسيطة؟. وكيف يفتح قسم طوارئ مهمته التحويل لطوارئ حمد ؟.  مما يهدر وقت المريض بدلاً من خدمته ؟!! . أما ما يتعلق بالتدريب والتطوير :  فلابد أن يوحد التدريب والتطوير نظرا لأهميته .. كما لابد أيضا أن توحد الاجتماعات وورش العمل ومنها الاجتماعات الدورية لان المشاكل الصحية تبدأ من المراكز الصحية تحت مظلة وزارة الصحة العامة وتصل إلى المستشفيات تحت مظلة مؤسسة حمد وهي في دولة قطر . ثم يسأل البعض كذلك: لماذا لا يتم العمل على دمج الخدمات الصحية تحت سقف واحد ؟ . ثم ومن له المصلحة في هدر الأموال والتلاعب بصحة المرضى ؟ . ولماذا ينظر الأطباء ومجال التمريض بالمراكز الصحية في مؤسسة حمد لبعضهم البعض من خلال العمل بدون المستوى المطلوب ؟!! . وكيف يحدث ذلك بمستشفى حمد الذي حاز على الاعتراف الدولي الأمريكي  والمراكز الصحية التي حازت على الاعتراف الكندي ودفعت الملايين لرفع المستوى الصحي بها  ؟! . تساؤلات كثيرة تبحث عن إجابة من أصحاب القرار داخل المؤسسة الصحية في البلاد  ؟! . وهنا نطرح هذا التساؤل المهم : منذ متى نسمع بمراكز صحية تقوم على المواعيد ؟ .  وهذا يدفع المريض للذهاب للطوارئ أو إلى المستشفيات الخاصة  ..علما بأنه عندما تدخل بعض المراكز الصحية تجد الأطباء يتصفحون الصحف والمجلات اليومية والشهرية  .. ولذلك فأي نظام يطبق لدينا لا يؤخذ به رأي المجتمع ولا الخبرات القطرية الفاعلة المتواجدة بالحقل الصحي .. وخصوصا أن بلدنا تحظى بمجتمع مثقف ولديه الوعي بحيثيات الأمور .. فجميع المستشفيات بدول العالم تعمل على إشراك المجتمع لتطبيق أي نظام صحي يتم تنفيذه في أي بلد ؟!! . الإعلام الصحي غائب تماماً: وهناك موضوع آخر مهم يتعلق بالموضوع نفسه وهو : الإعلام الصحي عبر " قسم الاتصال والعلاقات العامة " في مؤسسة حمد ووزارة الصحة العامة حيث لا شغل لهذه الأقسام سوى " وضع المكياج للمؤسسة والوزارة وإخفاء الحقائق " عن الرأي العام مع تلميع القيادات الصحية دون أي معنى والإغفال عن الأزمة الحقيقية التي يعيشها " طوارئ حمد وواقع الحال في مؤسسة حمد الطبية ؟ ؟! . ولهذا: فكثيرا ما نرى في التلفزيون والبرامج الصحية التي تتحدث عن التوسع في الخدمات الصحية بينما الواقع يكون مختلفا تماما .. وهذا ما يقتل العمل الإعلامي والصحفي الذي يجب أن يعي المسؤول الأول في المؤسسة والوزارة دور الإعلام، وغياب الشخص المؤهل لأداء وظيفته على الشكل الذي يليق به وبمؤسسته نحو تنوير الرأي العام وعدم طمس الحقائق مع الاعتراف بالأخطاء وما يترتب عليها من سوء التخطيط والتخبط في الرسالة الإعلامية التي لا يفقهون معاييرها ولا حيثيات ومبادئ صناعة الإعلام الصحيحة . ويبدو السبب في ذلك انه لم يوضع الشخص المناسب في المكان المناسب . والدليل على ضعف هذا الجهاز هو عدم التواصل مع الصحافة والرد على ما ينشر فيها  عن الصحة وبلاويها التي لا تنتهي ؟!!. رواتب الأطباء العالية : كما يستغرب الكثير من أن بعض الأطباء يتلقون الرواتب العالية دون مقابل في العمل لهذه الرواتب السخية .. والبعض يقول عنهم إنهم لا يشتغلون بالشكل الصحيح مقابل هذه المعاشات المبالغ فيها كثيرا ؟!! ... وهذا السؤال المهم ما زال يبحث عن إجابة من قبل القائمين على مؤسسة حمد الطبية وبقية الأقسام والإدارات المتعلقة بها  ؟! . أكثر من 19 ألف موظف: فهناك ما يقارب من ( 19000 موظف تقريباً )  .. وحوالي مليوني مراجع بشكل مستمر .. ولهذا فإدارة مؤسسة بهذا الحجم وبقيود على الموازنة وخاصةً التعيينات والرواتب يعد ذلك من الموضوعات غير السهلة ؟!! .. لكن هناك بعض الأمور التي ينبغي مراجعتها أولا بأول لتحقيق المصلحة العامة.   كلمة أخيرة : حقيقة الطوارئ تكمن في الانتظار الطويل ولكن عند وصول المريض يدخل أولا على غرفه التقييم .. وهذا يعطيه رقم أولوية .. فإذا كان الرقم عاليا .. يتم الانتظار وقد يصل إلى ساعات .. وهذا ينطبق أيضا على المريض الذي يأتي مع الإسعاف .. وقد يصل الانتظار معه إلى الساعة أو أكتر .. والإسعاف ليس مستثنى من الانتظار .. حسب الحالة .. ونتمنى التعامل مع الحالات الطارئة بشكل يحفظ للمرضى حقوقهم الصحية مع تقديم خدمات راقية تواكب العصر دون إهمال أو تقصير ؟!!.