19 سبتمبر 2025

تسجيل

من جماليات الحصار (2)

11 سبتمبر 2017

الإنسان مجبول على حب الجمال وتلمّس الجماليات في جميع شؤون حياته فيما يقرأ ويسمع ويشاهد، فقد جاء هذا الحصار الجائر لدولة قطر-حفظها الله- ولكنه حمل إلينا الكثير من الجماليات والإيجابيات والتفاؤل واستشراف المستقبل على بصيرة بإذن الله، ومن يريد أن يحصل على جماليات من هذه الأزمة فلن يتوقف قلمه وفكره وحتى مشاعره، فمن هذه الجماليات:- * جمالية العزة والكرامة والشجاعة في المواقف من دول إفريقية والتي يعتبرها البعض أنها دول فقيرة وتحتاج إلى مساعدات ومعونات مالية، ولكنها أبت أخلاقها وأعرافها أن تبيع دولها وشعوبها لدول الحصار، ورفضت مطالبها في مقاطعة دولة قطر كما فعلت بعض دول عربية وآسيوية باعت كرامتها وإنسانيتها ابتغاء دراهم معدودة من غير الرجوع واستشارة شعوبها. آسف..! فمتى كان لشعوبها كلمة ورأي؟. * جمالية قيمة الوعي وحُسن التصرف وقوته وحُسن متابعتها للإحداث وقوة تفاعلها مع حدث محاصرة دولة قطر، والتي ظن المرتزقة والمستشارين والرويبضة وأنصاف المفكرين والإعلاميين المأجورين، أن الشعب القطري على وجه الخصوص والشعوب الخليجية كافة ليست لديها وعي لما يحدث لها ويحاك ضدها ولدول الخليج ومصالحها. * جمالية المساحة والسكان، في أن الدول لا تقاس بمساحتها الشاسعة وعدد سكانها، ولكن تقاس بمبادئها وكرامتها وعزتها وإنجازاتها واحترامها للإنسان الذي يعيش على أرضها كدولة قطر صغيرة في مساحتها ولكنها كبيرة بأخلاقها وبقيادتها ودبلوماسيتها وهدوئها المتزن الواعي، فكسبت احترام الجميع لا كما تفعله دول الحصار ومن تبعها فخسرت وضيّعت كل ما بنته وما بناه الآباء والأجداد. * جمالية الإعلام بما فيه من حوارات هادفة هادية من محاورين وإعلاميين ومن أساتذة جامعيين، في برامج وتقارير تقول الحقيقة وتفند كل ما قيل عن دولة قطر من دول الحصار وأشباهها من أكاذيب وأباطيل وترهات وحكايات واهية واهنة جاءت من مرتزقة وروبيضيات ومن أصحاب الجيوب الأرصدة المنتفخة، كلما زاد كذبهم وتلفيقهم -زادت الجيلة لهم-، ومن مدعي التفلسف. * جمالية الفن الهادف والذي حمل مجموعة كبيرة من القيم والتي قدمها فنانون مبدعون من أبناء قطر في مشاهد ومقاطع فنية على مستوى عالٍ ورفيع من المهنية والأداء- فشكراً لهم-، لا كما يفعله إعلام دول الحصار بامتهان الإعلام الرخيص ممن فرض عليهم التطبيل والتصفيق للباطل وللكذب والتلفيقات. * جمالية الدعاء لقطر، وهذا دليل على ما تقدمه وتبذله دولة قطر من خير وعطاء من غير منَّ ولا تفاخر ولا تعالي، ووقوفها مع قضايا الأمة العادلة وعلى رأسها قضية فلسطين ومع حريات الشعوب، ومع القيم الإنسانية، وظهر هذا واضحاً وجلياً في خطاب سمو الأمير حفظه الله ورعاه التاريخي، حيث قال سموه " ولا يسعني أن أنهي هذه الكلمة دون أن أعبر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق، لاسيما أهلنا في القدس، واستنكار إغلاق المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، عسى أن يكون ما تتعرض له القدس حافزا للوحدة والتضامن بدلا من الانقسام ". "ومضة" ومن جمالية الحصار الدعوة إلى التطوير، كما قال سمو الأمير- حفظه الله ورعاه - في خطابه التاريخي من مساء يوم الجمعة 21 /7 /2017" إننا مدعوون إلى تطوير مؤسساتنا التعليمية والبحثية والإعلامية ومصادر قوتنا الناعمة كافة على المستوى الدولي، وفي تفاعل مع أفضل الخبرات القطرية والعربية والأجنبية " فكونوا عند حسن ظن سمو الأمير يحفظه الله.