12 سبتمبر 2025

تسجيل

هل تعود مؤشرات البورصة إلى الارتفاع مع نهاية العام؟

11 سبتمبر 2016

كل عام وأنتم بخير.. أعاده الله عليكم بالخير واليُمن والبركة، وعلى الوطن بمزيد من الأمن والاستقرار في ظل الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الأمير المفدى حفظه الله ورعاه، وبعد،،، يتساءل بعض الأصدقاء عن التوقعات المنتظرة لأداء البورصة في المرحلة القادمة، بعد انتهاء موسم الإجازات واقتراب بدء موسم جديد يُؤمل أن يكون حافلا بالنشاط في معظم القطاعات. وهذه التوقعات المتفائلة بعض الشيء تأتي بعد أسبوعين تراجعت فيهما مؤشرات البورصة، وفقد فيها المؤشر العام قرابة 850 نقطة، ومن ثم فإن إمكانية حدوث تحول يُوقف التراجعات في الأسعار والمؤشرات أمر ممكن إذا ما عاد المستثمرون الأفراد بقوة في المرحلة التي تسبق الإفصاح عن نتائج الشركات لفترة الربع الثالث من السنة. وقد حدث شيء من هذا القبيل بالفعل في الأسبوع الماضي عندما اشترى الأفراد القطريون صافيا بقيمة 80 مليون ريال، واشترى غير القطريين صافيا بما قيمته 57 مليون ريال، لكن المحافظ القطرية كانت لا تزال تبيع صافيا بقوة مما عطل حدوث التحول المنتظر. فما هي المعطيات التي يمكن أن توقف موجة التراجعات وتعجل بتماسك أسعار الأسهم في الأسابيع والشهور القادمة؟1- إن الفترة المتبقية على انتهاء العام 2016، ومن ثم الإعلان عن التوزيعات المحتملة للأرباح على المساهمين لا تزيد عن 3-4 شهور فقط. وعليه فإن من المنتظر أن يبدأ المتعاملون في التفكير في بناء مراكز استثمارية جديدة، وخاصة لجهة الأسهم التي انخفضت أسعارها في الآوانة الأخيرة.. وخاصة تلك التي أفصحت عن نتائج جيدة لفترة النصف الأول من العام 2016 مثل المصرف والريان والوطني من البنوك، وودام ومسيعيد، والمستثمرين وأعمال والمخازن وأوريدو من الشركات الأخرى. 2- إن التركيز سيكون في الفترة القادمة على الاحتمالات المنتظرة للتوزيعات الأسهم وما إذا كانت ستزيد عن توزيعات العام السابق أم لا، ومقارنتها بالمستويات الحالية لأسعار الأسهم لمعرفة العائد المنتظر على السهم في كل شركة.. فإذا تقرر أن يوزع المصرف مثلاً 5 ريالات للسهم، فإن ذلك يشكل عائداَ بنسبة 4.5%، وتزداد النسبة عن ذلك لو ارتفع التوزيع إلى 5.5 ريال للسهم. وبالمثل فإن العائد على سهم الريان يصل إلى 4.9% لو تم الشراء عند المستوى الحالي البالغ 35.5 ريال للسهم وبافتراض توزيع 1.75 ريال للسهم كما في السنوات السابقة. والعائد على سهم أعمال يصل إلى 6.5% عند السعر الحالي للسهم البالغ 15.40 ريال، بافتراض تم توزيع ريال واحد للسهم كما قبل العام الماضي. وبالنسبة لودام نجد أنه بافتراض توزيع 2.7 ريال للسهم كما في العام الماضي يجعل العائد على السهم عند مستوى 4.1% عند سعر 65.5 ريال للسهم. ويصل العائد على سهم مسيعيد إلى 3.9% عند السعر الحالي البالغ 18 ريالا، بافتراض توزيع 70 درهماً للسهم كما العام السابق. وفي حال الوطني ينخفض عائد السهم إلى 2.3% عند السعر الحالي البالغ 155 ريالاً، بافتراض توزيع 3.5 ريال للسهم، ولكن احتمال توزيع أسهم مجانية أيضاً كما في العام السابق يدعم بقاء السعر مرتفعا. هذه المستويات من عوائد الأسهم وغيرها يمكن أن يشجع على العودة لسوق الأسهم وخاصة أن عوائد الفوائد البنكية لسنة كاملة لا زالت في حدود 2%.3- إن استمرار انخفاض معدلات الفائدة على الريال، واستقرارها قريبة من الصفر على العملات الرئيسية وفي مقدمتها الدولار، يجعل الاستثمار في الأسهم المحلية أمراً مربحاً ومضموناً. وعلى الرغم من تلويح بنك الاحتياط الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة خلال ما تبقى من العام، فإن ذلك لن يزيد على ربع بالمائة، خوفاً من عودة التباطؤ للاقتصاد الأمريكي.4- إن استقرار أسعار النفط في الشهور الأخيرة واقترابها ثانية من مستوى 50 دولاراً للبرميل لبعض الخامات يقلص من العجز المتوقع في الموازنة العامة للدولة للعام 2016، وما بعده، ويحسن من أداء الحساب الجاري مع العالم، ويحسن كذلك من وضع السيولة في النظام المصرفي، سواء لجهة الودائع الحكومية، أو ودائع الأفراد والقطاع الخاص. 5- يظل بعد ذلك التوقع بأن تتخذ الجهات التنظيمية المشرفة على البورصة بعض الخطوات التي تحدثت عنها في مقال الأحد الماضي لتنشيط البورصة، وسأطرح في مقال آخر كيف أن اتخاذ الجهات التنظيمية لإجراءات جديدة في السابق قد ساهم في تنشيط التداول بقوة.ويظل فيما كتبت رأي شخصي يحتمل الصواب والخطأ،،، والله أعلم.