25 أكتوبر 2025
تسجيللماذا جاء اختيار المدينة التعليمية لإطلاق قناة الجزيرة للأطفال؟ الاجابة على ذلك جاءت على لسان حرم سمو الأمير المفدى سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع عندما أكدت سموها ان ذلك يأتي لاكتشاف فضاءات جديدة. أرادت سموها الربط بين التعليم والاعلام، فأشارت الى ان التربية والتعليم اختياران اساسيان متلازمان، وهو بالفعل كذلك، فلا يمكن للتربية ان تؤتي أكلها اذا ما كان الاعلام يعمل على النقيض من ذلك، والعكس ايضا، وبالتالي هذان المساران مرتبطان وملتصقان معا، ولا يمكن فصل احدهما عن الآخر. التربية والتعليم والاعلام تشكل الرأي العام، وتشكل عقلية أطفالنا اليوم، فاذا ما كانت هذه العناصر تعمل معا جنبا الى جنب من أجل صياغة جيل جديد، وفق رؤية واضحة، واستراتيجية متكاملة، فان مستقبل أجيالنا العربية سيكون بخير، وربما يكون الاطمئنان على ان التغيير للأفضل قادم في عالمنا العربي، الذي لا يعرف اطفاله ماذا سيحمل المستقبل لهم، في ظل الضبابية الموجودة حاليا في كثير من العواصم العربية، وعند صناع القرار في عالمنا المعاصر. لقد احسنت صنعا قيادتنا الحكيمة باختيار مكان اطلاق قناة للاطفال، لتربط بذلك بين اعلام حر ونزيه ويتمتع بمصداقية بين الشعوب العربية وعلى المستوى الدولي، حمل اسم "الجزيرة"، وقدم للعالم نموذجا جديدا في التعاطي مع القضايا، وحرك المياه الراكدة في اعلامنا العربي، لتنطلق قناة وليدة، موجهة لاجيالنا العربية، في احضان مدينة العلم والمعرفة، مدينة تعليمية هي اليوم قبلة لمؤسسات تعليمية وعلمية عالمية نوعية. البناء التعليمي والتربوي لايمكن ان يكتمل اذا لم يتضامن معه الاعلام، تماما كالطائر الذي لايمكنه التحليق بجناح واحد، لذلك عملية التكامل بين هذه الاطراف هي المطلب الضروري لتقدم وازدهار اي مجتمع. الاعلام مطلوب منه اليوم ان يكون اعلاما نظيفا، يرتقي بالعقل، ولا ينحدر الى الدركات السفلى، بل يستنهض الهمم، وينير الفكر، ويغذي الروح، بعيدا عن مخاطبة الغرائز. امتنا اليوم بحاجة ماسة الى اعلام صادق وموضوعي وواع، يقدم البديل النظيف على ما سواه، يكون حارسا للقيم والمبادئ والأخلاق، داعما ومساندا لاي عملية تنموية شاملة، محفزا للطاقات الابداعية لدى اجيالنا من الاطفال والشباب، موجها بالحكمة والموعظة الحسنة لقضايا المجتمع. قطر باتت اليوم سباقة، وقائدة لمبادرات خلاقة، ليس فقط على صعيد إعلام الكبار، بل هي اليوم تقود اعلاما يسعى لخلق جيل جديد من أبناء أمتنا العربية، الذين للاسف الشديد تاهوا بين الافراط والتفريط. نحن اليوم أمام تحد كبير، أجيال من الأمة ضائعون، وهو ما أدى إلى ان تتلقفهم أياد غير سوية، رمت بالعديد منهم في مستنقعات آسنة. ان أجيال الأمة ستظل تذكر لسمو الأمير المفدى وسمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند هذه المبادرة النوعية، وهذا الدعم الكبير، من أجل ايجاد قناة للأطفال، بدأت انطلاقتها من قلعة العلم والمعرفة، المدينة التعليمية.