10 سبتمبر 2025
تسجيلالمتنبي.. لم يغب عن ذهن الإنسان العربي.. فهو الأبرز والأكثر حضورًا، لذا فقد كان حضوره عبر الدراما الإذاعية وعبر الدراما التلفزيونية.. حيث جسّد النجم السوري "سلوم حداد" دور المتنبي.. والسؤال ماذا لو عاش المتنبي أطول مما عاش؟ وماذا لو لم يهج "ضبة"؟ وماذا لو لم يترك حاميه "سيف الدولة بني حمدان"؟ واستقر في حلب.. وذهب إلى كافور الأخشيدي الذي كان في البدء "أبا المسك" وفي نهاية المطاف أقذع بيت في الشعر العربي.. "لا تشتري العبد..!!" ولكن كل هذه الأسئلة بلا معنى حقيقي.. ذلك أنه في كل مرة يذهب إلى حتفه وكأنه يحمل كفنه فوق كتفه.. إنه نموذج يعصى على الفهم.. عن ماذا كان يبحث؟ عن المجد مثلاً، وهل هناك من يقارعه في لغة الضاد؟ ولماذا الإصرار هذا إذا وافق جزء من مطلبه أن يكون صاحب إمارة.. ألا يملك إمارة الشعر..؟! ألم يؤثر في كل من أتى بعده من شعراء لغة الضاد..؟! ألم يخلق لذاته أسطورة قوامها أنه قال الشعر وهو ابن "9" سنوات.. هذا إذا قبلنا هذا الادعاء سلفًا.. أي في الصف الثالث الابتدائي؟ المتنبي.. مع كل هذا فقد سجل في حاضرة اللغة غزارة الإنتاج، وهو النموذج الأمثل لفرد عاش في عصر مغلف بالصراعات وانهيار واحد من أعظم الإمبراطوريات العربية الإسلامية.. إذًا هو نتاج عصره.. انهيار الدولة العباسية وظهور دويلات في كل إقليم عربي.. وأعداء متربصة بالأمة مثل دولة الروم.. وظهور حركات من داخل الأمة بدءًا بدولة القرامطة وإطروحاتهم.. وهذا ما جعل البعض يدرج اسم المتنبي ضمن القرامطة. ولكن السؤال.. لماذا لم يستقر المتنبي في مكان واحد..؟! لماذا الانتقال من مكان لآخر..؟! عن ماذا كان يبحث؟! مرة إلى انطاكية عند "أبو العشائر" ومن ثم رحلته إلى حلب وسيف الدولة الحمداني.. ثم ما هذا الغرور المبالغ فيه وهو يحل ضيفًا عند الأمراء أن يمدح ذاته قبل الممدوحين.. هل كان مريضًا بالنرجسية؟! أم واثقًا من الذات..؟! هذا الادعاء بلاشك خلق له الأعداء وهذه الأنفة جعلت العديد من الأمراء ينفرون من غروره.. والتاريخ يروي لنا مثلاً موقفًا حصل منه في محبس سيف الدولة عندما رمى "ابن خالون" عليه علبة الدواة" ولم يحرك سيف الدولة ساكنًا. بلاشك.. هذا الاعتداء من قبل عدوه.. كان القشة التي قصمت ظهر البعير.. فخرج لا يلوي على شيء.. بعد أن قضى 9 سنوات ونصف مكرمًا عنده.. ويقال إن سبب هذا الأمر ما أثير من وجود علاقة ود أو حب بين المتنبي وأخت سيف الدولة "خولة"... وكان الاتجاه إلى مصر وكافور الأخشيدي.. وللحديث بقية.. [email protected]