13 أكتوبر 2025

تسجيل

جوهر المنطق السياسي للتنمية

11 أغسطس 2019

دول الحصار تتعرض للصدمات والانهيارات الاقتصادية المكابرة و النعرات العائلية و الطائفية ليس لها مكان في جوهر السياسة و العواطف و المشاعر والانطباعات و الافكار المسبقة ليس لها مكان من اتخاذ القرار ، او يدفع الوطن والمواطن تكلفة ذلك العناد ، الحرب على اليمن وبعد خمس سنوات من الهدر في الموارد للاوطان و تكلفة تلك الحرب من خزانة الدولة لتوريث الخراب بدل مشاريع التنمية ، خلق بيئة عداوة في قلب المنطقة والامة منفر للعمل الاقتصادي والتنموي ، و ما هو إلا دليل آخر على الاسباب التي تقود الامة للتقهقر ، لا تقاد الامم بالمكابرة وقد تعرضت دول الحصار للصدمات و الانهيارات الاقتصادية و الملاحقات القضائية ، و نحن اليوم نشاهد تهاوي دبي والاقتصاد الاماراتي اللذي ضرب بالحكم الرشيد الحائط وكابر من أجل قمع و تثبيط اي تقدم من قبل الشعوب و المنطقة في سعيها للحاق بركب الحضارة و التقدم الانساني بسبب مخاوف و أطماع ذاتيه انانية وزجت نظم الحصار بكل تجارب الامم و سير الزمن من اجل الاطماع و حب الذات ودون مراعاة لمطالب الشعوب المحقة ، و الآن تنقلب الساعة ولكن تظل المكابرة عنوان الافعال و ردود الافعال ، فبعد حادثة خاشقجي و حرب اليمن و فشل طرح أرامكو وفشل تحقيق حاجات مواطني دول الحصار و بعد الفشل الاقتصادي و الانهيارات المتتالية ، لا تزال نظم الحصار في جهلها وغوغائيتها ومكابرتها ، مع انه هناك بعض الانسحابات والمراجعات ولكنها لا تكفي ، خاصة انها لا تزال تمارس الحصار على قطر و هذا هو المعيار الحقيقي لمدى تحقق تلك النظم و معاودة رؤيتها للواقع ، رفعها الحصار سيعطي مواطنيها الامل انها بدأت ترجع للصواب ، فالمواطن في دول الحصار و دول العالم ينتظر اي علامة لمراجعة حقيقية لسياسات هذه الدول ، للتفاؤل بأن حياتها اليومية سترجع للمسارات الطبيعية ، و ان الاقتصاد سيعاود نموه و سيجد المسكن و الوظيفة والدخل ، و يطمئن قطاع الاعمال ان دولهم ستعتمد سيادة القانون و الشفافية و الاستثمار في الوطن من البنية التحتية و إلى العمل لتحويل الاقتصادات الخليجية و العربية لاقتصادات حديثة ، لكن هذا مرهون بأسلوب اتخاذ القرار الرشيد ، وحتى الساعة لا تزال دول الحصار تعتمد المكابرة والعناد و نعرة الجاهلية في تعاملها مع الواقع ومصالح الشعوب و الاوطان ، ها هي دبي تئن من تخبط القرارات التي ادخلت المنطقة عنق الزجاجة ولم تخرج منها ، ابرزت قطر نموذج مختلف و سوي للتعامل مع المتغرات وبدل ان تنظر له و تدرسه دول ما يسمى مجلس التعاون تفردت بالقرارات و عزلت قطر واتهمتها بدعم مطالب الشعوب ودعم الربيع العربي ، وكانت قطر اختيرت من قبل النظم العربية الفاشلة ككبش فداء ، كونها عملت من اجل التنمية و بنت نموذجا لا يمكن مقارنته بما انجزوا و ما حققوا من مكتسبات ، فكان لابد من دفن ذلك النموذج الذي يمكن ان يستخدم كمعيار يقاس عليه اداؤهم فكان لا بد من الحصار ، ولكن اليوم وبعد اتضاح التكلفة للنظم و الاوطان كان لا بد من مراجعة كل ما تم خلال السنوات الماضية لتصحيح المسارات و الرؤى ووضع استراتيجيات تأخذ أخطاء الماضي بالحسبان ، ولكن حتى هذه اللحظات هناك تراجعات من قبل الامارات مدفوعة بالنظام السعودي لا ريب ، اما في فتح باب مع ايران او فتح باب للتفاوض مع الحوثيين ، هناك تراجعات و لكن ليس بحجم الازمات ولا الفشل على المستوى الاقليمي او العالمي ، وما زلنا ننتظر ان تقوم دول الحصار بالاصلاحات العميقة والتي تمس رؤيتها للواقع والمتغيرات والحاضر والمستقبل ، فبقاء الاوطان و المواطن مصان هو الأولوية لأي نظام حكم وليس المصالح الشخصية او العواطف و المشاعر الذاتية بل العمل المؤسسي المبني على الموضوعية و أفضل الممارسات وأفضل تجارب الامم وتطوير العمل في آليات نظم الحكم و الدولة بشكل مستمر يتواكب مع التحولات العالمية، و التطوير في اساليب جذب الاستثمار والعقول والشركات للوطن لتمكينه من تحقيق النهضة والتنمية المستدامة .