16 سبتمبر 2025

تسجيل

هل مات الضمير؟

11 أغسطس 2014

عندما تقرأ أو تسمع هذه الكلمات من إمام الحرم المكي فضيلة الشيخ سعود بن إبراهيم الشريم حفظه الله صاحب الصوت المؤثر والكلمات التي يرسلها إلى الأمة فتصل إلى القلب والعقل فهذا فضل من الله الكريم يمن به على عباده. تأملوا يا سادة يا كرام هذه الكلمات وأطلقوها على الواقع وحركة الحياة!!. ونأتي هنا بجزء من كلمات الشيخ وهي من خطبة ألقيت في الحرم المكي لما فيها من روائع الفوائد للفرد والمجتمع والأمة، فيقول الشيخ وفقه الله " لا يشكُّ صادقٌ البتَّة أن الأمةَ بمجموعها وهي تكتوِي بلَهيبِ الصِّراعات والنَّكَبَات والعُدوان والحُروب التي أكلَت الأخضرَ واليابِسَ أحوجُ ما تكون إلى الضمير الصادق الذي لا غِلَّ فيه ولا حسَد، الضمير المُشفِق الناصِح الذي يُقدِّمُ مصلحةَ بني مِلَّتِه ومُجتمعِه وأهلِه الظاهِرة على مصلَحَته الشخصيَّة القاصِرة؛ لأننا نُدرِكُ أنه عندما يموتُ الضميرُ تزأرُ الأثَرَةُ وحبُّ الذات، ويُصبِحُ منطقُ الأفراد والمُجتمعات: عليك نفسَك، لن تُقدِّم أو تُؤخِّر، ماذا عساكَ أن تصنَع؟ لستَ كفيلاً على بني آدم، ولا وكيلاً، ولا حفيظًا ". * " إنه عندما يموتُ الضميرُ يُقال: دَع ما لله لله، وما لقيصرَ لقيصرَ، عندما يموتُ الضميرُ يُؤمَّنُ الخائنُ، ويُخوَّنُ الأمين، ويُصدَّقُ الكاذِبُ، ويُكذَّبُ الصادق ".* " عندما يموتُ الضمير يستأسِدُ الحَمَل، ويستنوِقُ الجمَل، ويستنثِرُ البُغاث، وتستقِي البِحارُ من الرَّكَايا، وتنطِقُ الرُّويبِضَة، ويتَّخِذُ الناسُ رُؤوسًا جُهَّالاً فيضِلُّوا ويُضِلُّوا ".* " عندما يموتُ الضميرُ يُصبِحُ التعييرُ نصيحةً، والغِيبةُ حُريَّةً، والنَّميمةُ تحذيرًا ".* " وعندما يموتُ الضميرُ يُمكنُ للظالِمِ أن يدُكَّ شعبًا كاملاً فلا يُبالِي في أي وادٍ هلَك، فيقتُل ويفجُر، ويأسِرُ ويُشرِّد، فيستصرِخون ويستغيثُون ويُنادُون، ولكن لا حياةَ لمن يُنادَى ".* " عندما يموتُ الضميرُ يعلُو الظلمُ، ويخبُو العدل، ويكثُر الشُّحُّ، ويقِلُّ الناصِح، وتُستمطَرُ الآفاتُ والعُقوبات، ويُهدَمُ البُنيان لبِنَةً لبِنَةً، ولاتَ ساعة ترميمٍ ".* " وأخيرًا عندما يموتُ الضميرُ يموتُ الإحساس، وإذا ماتَ الإحساسُ استوَت الأعالِي والأسافِل، فصارَ باطنُ الأرض خيرًا لأهلها من ظاهرِها ". " فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تقومُ الساعةُ حتى يمُرَّ الرجلُ على القبر فيتمرَّغُ عليه ويقول: يا ليتَني كنتُ مكان صاحِب هذا القبر، وليس به الدِّين، إلا البلاء " رواه البخاري ومسلم.ولا خيرَ في نَيْل الحياة وعيشِها إذا ضاعَ مِفتاحُ الضمائرِ وانمَحَى ألستَ ترَى أن الحُبوبَ ثَخينةً تحُولُ دقيقًا كلما تطحنُ الرَّحَى " وبعد هذا كله هل سيعود الضمير إلى ما كان عليه أماذا ؟؟ اللهم سلم الفرد والمجتمع والأمة من موت الضمير." ومضة" هل مات الضمير فعلاً وصُلي عليه ولم يمش في جنازته أحد ودفن ولم يدع له بعد الانتهاء من دفنه ؟ فتأمل...