29 أكتوبر 2025
تسجيللا تزال جماهير عريضة في عالمنا العربي والإسلامي وجماهير أخرى من أحرار العالم يتساءلون، أين موقف محور الممانعة والمقاومة المتمثل في سوريا الأسد وإيران خامنئي وروحاني ورجل إيران في لبنان حسن نصر الله. ومن يقتنع بآرائهم ويروج لاسطوانتهم المشروخة، ولحنها العاوي الممجوج من الحرب الدموية على غزة وإذا كان الصديق فضلا عن الشريك والحليف إنما يعتبر عند الشدة والضيق فأين أين هؤلاء وغزة تستغيث ويرقى إلى الله فيها ألفا شهيد ويجرح ويصاب ما يقارب التسعة آلاف في غضون أقل من شهر واحد. إن الثرثرة الكلامية والعنتريات التي ما قتلت ذبابة ولا دفعت ضرا عن النساء والأطفال والشيوخ ولا حمت آلاف المنازل من القصف الجهنمي الكارثي لن تفيد غزة، فمثلا إن تصريحات الأسد أنه مع فلسطين التي هي القضية المركزية ولكن كتاجر شاطر من تجار الدماء السورية والفلسطينية هو وأبوه من قبل لن ينطلي كذبه وافتراؤه على من يعرفون الحقائق ويتأملون كيف سقطت الجولان وما السيناريو الذي كان معدا لسقوطها لدرجة أن حافظ الأسد وبخ الوزير الذي كان في القنيطرة وهاتف الأسد أنها كذلك لم تسقط فما كان من الأسد إلا أن شتمه وقال: اسكت. وكذلك فإن ما حدث بعد ذلك من اتفاق فض الاشتباك مع إسرائيل ومتابعة بشار الهدوء الكامل على جبهة الجولان بحيث توسع اليهود في المستوطنات مما جعله محبوبا إلى قلوبهم. وإن تصريحات نتنياهو بضرورة بقاء الأسد. إذ يعرف تماما أنه صديقهم وكم دخلوا أجواء سوريا حتى فوق القصر الجمهوري ليظهروا أنهم أعداؤه وجالوا وصالوا في مواطن كثيرة من سوريا وكان الجواب الذي يؤكد صداقته لهم: إننا سنرد في الحال والزمن المناسب! فلا هو رد دفاعا عن السيادة والمصالح الوطنية بل استبدل ذلك بقتل مئات آلاف السوريين تدليلا لليهود أنه ينفذ خططهم بحذافيرها، ولا هو أبدى موقفا تجاه غزة. وهو الآن وكأنه يشمت بحماس التي احتضنها لتحقيق شرعيته الداخلية لدعم المقاومة ومسؤوليها بدليل أنهم عندما لم يتدخلوا في مسألة الثورة السورية لصالحه أغلق مكاتبهم ولاحقهم وهكذا فنحن نجزم أن الأمر مدار أساسا بالاتفاق مع إسرائيل والخارج لتمرير السياسة الداخلية والخارجية. والذي يدل على هذا أيضا أن الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات حمزة مصطفى نقل أن قطاعا من مؤيدي بشار الأسد يحملون حماس المسؤولية عن حرب غزة بوصفها "بدأت بالاستفزاز عبر إطلاق الصواريخ"، أقول: وهو هو نفسه ما زعمه المسؤول السابق في الخارجية الأمريكية وكبير الباحثين في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى "ديفيد بولوك" من أن حماس هي التي تتحمل مسؤولية العملية العسكرية الإسرائيلية بزعم أنها هي من بدأت بإطلاق الصواريخ وفق ما نسبه لما سماهم مراقبين. مع أن العكس هو الصحيح وهو ما ردت به غادة عويس المذيعة في قناة الجزيرة التي يرى وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان وجوب حجبها وأنها مدمرة تماما كما يهاجمها اللانظام السوري الذي افتضح كثيرا بسببها. وهكذا بخبث من التآمر وتصفية الحسابات ينحازون إلى الدعاية والإعلام الإسرائيلي، فعن أي مقاومة وممانعة من أجل فلسطين يتحدث الأسد إنها بطاقات قد انتهى مفعولها الخُلّبي. لاسيما أنه يتحدث وهو يرى جاره المالكي الطائفي يترنح وأن حزب الله الإيراني المدافع عنه ضد الشعب السوري يخسر معاركه في القلمون ويقتل قواده وجنوده من جديد وخصوصا بعد معركة الجبة التي شكلت له انتكاسة حقيقية في 4/ 8/ 2014، وللفت النظر فإن حسن نصر الله هاتف خالد مشعل ليشد من أزره!! وهكذا فإن اللانظام السوري الممانع كذبا قد افتضح لدى الجميع، وأنه حتى إن وجد أي تطرف أو إرهاب من أفراد مجاميع من المعارضة المسلحة السورية فإنها لا توازي أدنى حد من تطرف الأسد بحال من الأحوال.. إنه التطرف اليهودي الذي سبق تطرف اليهود في غزة وهو الذي سيتحرر الجولان به وبأمثاله!!أما إيران "قاسم سليماني" الحاكم الحقيقي لسوريا وإيران والذي يدعي أنه بمجرد أن يأذن علي خامنئي المرشد الأعلى بمسح إسرائيل فإنها ستمسح على أساس أن إيران هي المرجع الأول والأخير حتى لأمريكا ولذا اقترح روحاني إقناع تركيا وقطر في قضية غزة وأن خيوط اللعبة في طهران وقيادة المقاومة في دمشق. ولكن نسي هؤلاء ومن معهم أن ما أرغت وأزبدت به إيران تهديدا بمحو إسرائيل من الوجود فور إذن خامنئي كما جاء على لسان قائد حراس الثورة الإيرانية محمد علي جعفري فقد خيب أملهم خامنئي وأرجعهم إلى أصل اللعبة التي فضحتها الحقائق والوثائق وهي أن إيران لن تضرب إسرائيل أبدا لا حاضرا ولا لاحقا كما لم تضربها سابقا. فقال خامنئي في تصريحات لاحقة: إن إيران عندما تعلن مساندتها المقاومة الفلسطينية فإنها لم تقصد لا إزالة الدولة (هكذا الدولة!) الإسرائيلية ولا القضاء على الشعب الإسرائيلي!. ومن شك في شيء من ذلك فليراجع تاريخ اليهود مع إيران وبالعكس. وليقف على حقيقة تهجير الإيرانيين اليهود إلى إسرائيل من قبل الخميني حيث قيل له بعد ذلك: لماذا لا تعترف بإسرائيل؟ قال: أما علنا فلا. فعن أي مقاومة وممانعة يتحدثون وهم سفاحون مستبدون؟، وقد قال الكواكبي في كتابه "طبائع الاستبداد": لا يمكن للمستبد أن يكون مقاوما!.