13 سبتمبر 2025

تسجيل

لا زعامات عربية ولا تصريحات عنترية لا نثق إلا في صدق البندقية

11 أغسطس 2014

صور كثيرة دامية أوجعت قلبي، أبكتني، "مررت" يومي، وغزة الصابرة تحتضن جرحها الغائر، وظلم ذوي القربى بسكينه الغائر يغوص إلى القلب يذبح وريده ببرود الشامت، ونذالة المشارك، صور كثيرة في غزة (أم الصابرين) تأتي تترى لتذوب الروح ألماً، وعجزاً، وأراني رغم الدم المجنون المراق، أتجاوز رؤوس الأطفال المغصولة عن أجسادهم، والشيوخ المقعدين الذين لم تسعفهم حركتهم ليفروا من الجحيم فماتوا تحت الأنقاض، أتجاوز صور الذين تعفنت جثثهم لصعوبة الوصول إليهم فعز سترهم، والذين نزفوا دماءهم عند معبر أغلقه (الأصدقاء) ليموتوا مذهولين من تخلي الصديق والرفيق، أتجاوز الردم، والهدم، وكل صور الارتعاب من قذيفة مترقب سقوطها على بيت، أو مدرسة، أو مستشفى لتحيل الأجساد إلى مزق، ونتف وأشلاء، أتجاوز كل صور الموت الهاجم على العُزل بحراً، وجواً، وبراً، لأقف عند صورة العجوز التي تصدرت نشرة الأخبار وقد تمدد نائماً فوق ركام بيته وأنقاضه، مستسلماً للموت إن جاء، غير مكترث بطلقة مجرم قد تلحقه بأحبته الراقدين تحت الأنقاض! تأملت حزنه، تخيلت أوجاعه، تصورت نحيب قلبه وقد ذهب مع الأحبة كل شيء، ولم يبق شيء، كله أصبح ركاماً، وبقايا، وأطلالاً ولم يبق من ضجيج ذكريات، وعمر، وحكايات، وأولاد، وأحفاد إلا حفنة تراب، ما أغلى حفنة التراب! وكأن العجوز برقدته على الحطام يحتضن كل غال لديه ضاع، كأن العجوز يردد في رقدته الموجوعة مع توفيق زياد:• هنا باقون.. هنا على صدوركم باقون كالجداروفي حلوقكم.. كقطعة الزجاج كالصباروفي عيونكمزوبعة من نارهنا على صدوركم.. باقون كالجدارنجوع، نعرى، نتحدىننشد الأشعارونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهراتونملأ السجون كبرياءونضع الأطفال جيلاً ثائراً وراء جيلكأننا عشرون مستحيلإنا هنا باقونفلتشربوا البحرنحرس ظل التين والزيتونونزرع الأفكار كالخمير في العجينبرودة الجليد في أعصابناوفي قلوبنا جهنم حمراإذا عطشنا نعصر الصخراونأكل التراب إن جعنا ولا نرحلوبالدم الزكي لا نبخل، لا نبخل، لا نبخلهنا لنا ماض وحاضر ومستقبليا جذرنا الحي تثبتواضربي في القاع يا أصول• وما زال العجوز في رقدته كلما أصبح صبح أو أقبل ليل متشبثاً بمكانه وداره ورغم أنف المغتصب لا رحيل.. لا رحيل.. لا رحيل، الفلسطيني باق ومفتاح عودته مُخبأ في قلبه! أوَ يضيع ما يخبئ في القلب؟• طبقات فوق الهمس• إذا كان الخذلان عنوان القادة الرائعين الذين تفرجوا على دماء ودمار الفلسطينيين، ولم يحركوا ساكنا، وبخلو حتى بشجبهم المعتاد فإن الأمل بانتفاضة الروح العربية مأمول في الطالعين إلى النور من قلب العتمة، المنذورين للموت فداء الأرض، الأمل في جيل قادم يزلزل الكراسي والعروش، جيل لا يهوى الخطابة، وطحن الهواء، أو كما قال نزار:نريد جيلا قادما مختلف الملامحلا يغفر الأخطاء لا يسامحلا ينحني لا يعرف النفاقنريد جيلاً رائداً عملاق• شخصيا ككثيرين غيري لا نثق لا في زعامات عربية، ولا تصريحات عنترية، ولا وعود عرقوب الخرافية، نحن لا نثق حقيقة إلا في صدق البندقية.• أتصور ما الذي كان سيحدث لو أن في أيدي المقاومة الشريفة بغزة نصف ما في أيدي المجرمين من سلاح وعدة، أتصور وأخجل نيابة عن كل الذين أغلقوا مخازن أسلحتهم، وتفرجوا على المجزرة وهم يتناولون عشاءهم الفاخر ثم راحوا في سبات عميق! يا أهل الكهف متى تنفضون نومكم، وتستنهضون نخوتكم؟• تسليح الشعب الفلسطيني بعد مذابح غزة هو الرافعة المعنوية الوحيدة التي تضمن للمقاومين التصدي لجبروت ووحشية إسرائيل المجرمة وهو القادر على حماية القدس من التهويد.. (سامعين) يا أهل الكهف؟• حصيلة تبرعات المهرجان التضامني مع غزة البالغ 149 مليون ريال هو في الحقيقة 149 مليون فزعة للنخوة والرجولة، والبذل، والكرم، شكراً جزيلاً باسم كل فلسطيني وعربي حر لكل النشامى في قطر.