18 سبتمبر 2025
تسجيليحكى أن امرأة بمكة كانت تغزل الصوف في أول النهار، ثم إذا جاء آخره نقضته وأفسدته حتى رماها الناس بالحمق. هل البعض منا صار مثل هذه المرأة؟ هل وضع المصحف على الرف ولا يُفتح إلاّ من الجمعة إلى الجمعة التي تليها، أو ينتظر من يفتحه في رمضان القادم؟. فهجران القرآن تلاوة مرض وداء عضال. ولنجعل لنا شعاراً نستمر عليه وهو أنه لا لهجر القرآن بعد رمضان مهما كانت الظروف، وليكن لكل واحد منا ورد يومي يحدده ويلتزم به. فأنت تقدر. "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ" قال الإمام السدي رحمه الله: يسرنا تلاوته على الألسن. وهل ودع البعض منا صلاة الفجر جماعة في المسجد؟ وهذا حال الكثير منا، انظر إلى الناس في هذه الأيام مع صلاة الفجر بعد رمضان، إنها لمصيبة. فصلاة الفجر جماعة في المسجد ميدان الرجال. قيل لبشر الحافي رحمه الله: إن قومًا يتعبدون في رمضان ويجتهدون في الأعمال، فإذا انسلخ تركوا! قال: بئس القوم قوم لا يعرفون الله إلا في رمضان. وكان السلف رضي الله عنهم يقولون لبعضهم بعضا بعد انتهاء رمضان: من المحروم في هذا الشهر؟ المحروم من حرم الخير حقاً المحروم من حرم دوام الطاعة حقاً. قال الله تعالى "ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم" يقول صاحب الظلال "فمثل الله من ينقض العهد مثل امرأة حمقاء ملتاثة، ضعيفة العزم والرأي، تفتل غزلها ثم تنقضه وتتركه مرة أخرى قطعاً منكوثة ومحلولة! وكل جزئية من جزئيات التشبيه تشي بالتحقير والترزيل والتعجيب. وتشوه الأمر في النفوس وتقبحه في القلوب وهو المقصود. وما يرضى إنسان كريم لنفسه أن يكون مثله كمثل هذه المرأة الضعيفة الإرادة الملتاثة العقل، التي تقضي حياتها فيما لا غناء فيه! " فالحذر كل الحذر... من نقض الغزل بعد غزله. واسأل الله تعالى وقل "رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ"، إنه مطلب عظيم بسؤال الله تعالى بالثبات على طريقه المستقيم ودينه القويم، وكل هذا لا يكون إلاّ بتوفيق وإعانة منه سبحانه وتعالى، فاحرص عليه."ومضة "قال الحسن البصري رحمه الله: لا يكون لعمل المؤمن أجل دون الموت ثم قرأ "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين". فتأمل.. وتحرك.