11 سبتمبر 2025
تسجيلفي الماضي كانت العزلة هي الحصن الذي يحتمي به كل الضعفاء وكل الخائفين من الذئاب الضارية البشرية. أما اليوم وبعد وجود مئات القنوات الفضائية العديدة وبعد دخول الإنترنت إلى كل بيت، فقد صار الحديث عن العزلة شيئاً من الماضي. أعرف أن الهاجس الذي يسكن قلوب معظم الفتيات هو الارتباط بشاب مستقيم يقدر الحياة الزوجية، ويرعى أسرته ويسعدها، وإن الفتاة في سبيل تحقيق ذلك قد تخاطر بالرد على معاكسة من شاب أو بالدخول في إحدى غرف (الدردشة) على الإنترنت، أو تتبادل بعض النظرات مع ابن الجيران.. وهي في كل ذلك لا تهدف إلا إلى العثور على من يمكن أن يكون أباً للأولاد في المستقبل.والشباب بكل أطيافهم يعرفون هذه الحقيقة جيداً، فالصالحون الأخيار منهم يسلكون المسلك الشرعي المهذب إلى ذلك، ويتقدم الواحد منهم إلى أهل من يريد الارتباط بها. أما الآخرون، وهم ليسوا قليلين فيضربون على الوتر الحساس بالنسبة للفتاة، ويقدمون الدليل تلو الدليل على أنهم يريدون لأي علاقة أن تنتهي بالزواج، وما يجري قبله فترة للتعارف والتأكد من العثور على الشريك المناسب.. وأكثرهم كاذب في ذلك، وإن كان صادقا، فأسلوب اتصاله بالفتاة يدل على أنه شخص غير صالح. وأنت يا بنيتي انطلاقاً من طيبة قلبك وبراءة مطلبك وقلة خبرتك بواقع كثير من الشباب قد تجدين نفسك في ورطة كبرى لا تعرفين كيف تخرجين منها!! قد يلتقي الشاب بفتاة في مكان عام، ويلتقط لها صورة بطريقة خفية، وقد يسجل لها كلاماً، وبعد مدة يستخدم ذلك أداة لتخويفها وتهديدها، وتجد نفسها كالماشي في حقل ألغام، وهو محفوف بالمخاطر أينما اتجه. وبعض الفتيات تغرهن الغفلة، وفي لحظة ضعف يفترسها أحد الوحوش، وهو يعدها بالزواج، ثم تنقطع أخباره، وتجد نفسها جليسة الهموم والأحزان، وقد يحدث حمل، فتكون الجناية جنايتين: جناية على نفسها وجناية على طفلها الذي سيأتي من غير أب ولا نسب!!قال صاحبي: ما الذي يعنيه هذا بالنسبة لابنتي وابنتك؟قلت: يعني الآتي:1- كوني على يقين بأن ما كتبه الله لك سوف تحصلين عليه مهما كنت ضعيفة أو بعيدة أو منعزلة.2- إن الحق تعالى هو الذي يرزق المرأة بالرجل الصالح، ويرزق الرجل بالمرأة الصالحة، فاطلبي ذلك منه بصدق، واعلمي أن ما عند الله تعالى إنما ينال بطاعته وليس بمعصيته.3- لا يرى الشاب في الفتاة التي تستجيب لرغباته المرأة التي تصلح أن تكون زوجة له وأماً لأولاده.4- راقبي الله تعالى، وأكثري من ذكره، واستعيني به واجعلي روحك تمرح في حبه والتعلق به، ففي هذا سعادة ومسرة، لا تشبهها مسرة أخرى، لا تبحثي عن أكبر لذّة، ولكن عن أشرف لذّة.هذا وبالله التوفيق..