14 أكتوبر 2025

تسجيل

النوار بنت مالك الأنصاريه

11 يوليو 2015

عندما يذكر قدوم النبي المدينه كرم الأنصار رجالهم ونسائهم وما أظهروا من كرم الضيافه وحسن الأستقبال للنبي ولمن معه من المهاجرين .كانت النوار بنت مالك من أفضل النساء كرماً ذلك الكرم الذي ورثته بالفطره فقد كانت جواده كريمه بما تملك فسخرت كل ما تملك لخدمة الإسلام وفوق ذلك أبنها وكانت صورة واضحة لما أمتدحه الله في كتابة ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {الحشر/9})) حيث قال فيها رسول الله ﷺ لأبنها بارك الله فيك وفي امك .هي النوار بنت مالك بن صرمه النجاريه الأنصاريه ، كانت متزوجه من ثابت بن الضحاك الخزرجي فولدت له زيد بن ثابت المشهور وأخيه يزيد وقتل زوجها يوم بعاث قبل الهجرة بخمس سنين فتزوجها عمار بن حزم بن زيد . لقد عرفت بسداد الرأي وقوة الحزم حيث كانت نقمت تلك الحرب التى كادت بأن تهلك الباقي من قومها كما هلك زوجها ثابت بن ضحاك حرب الأوس والخزرج .حيث من أهل الله على أهل المدينه بالإسلام وجاءهم سفير الإسلام مصعب بن عمير . الذي أسلم على يده معظم أهل المدينه ؛ بدأت أن تحفظ القراءن بشغف شديد وتعلمه لأبنها الذي صار الأمام الكبير وشيخ المقرئين والفرضيين ومفتي المدينه وكاتب الوحي عندما وصل النبي ﷺ كان زيد عمره إحدى عشر سنه ؛ فكان ذكياً فأمره الرسول ﷺ أن يتعلم خط اليهود ليقراء له كتبهم فتعلمه حتى اتقنه فكان يكتب للنبي إذا أراد أن يكتب لهم .عنما قدم النبي المدينه مكث بدار أبي أيوب الأنصاري إلى أن بنى مسجده ومساكنه فكان أهل المدينه يتبارون في إكرام النبي فكانت أول هديه لرسول الله كانت من النوار بنت مالك أرسلتها مع ابنها زيد .وفي حديث عن زيد قال عندما قدم رسول الله إلى المدينه حملت قصعة فيها خبز مشرود بسمن ولبن فوضعتها بين يدي النبي فقال بارك الله فيك وفي أمك ، ودعا أصحابه فأكلوا .كان الأنصار أكثر أهل المدينه كرماً ولكن فازت بذلك ( النوار بنت مالك ) . قبل أن يبني المسجد كان دارها شرف أن يرفع من فوقها الآذان فكانت أعلى دار فكان بلال يؤذن للصلاه من دار النوار إلى أن أكتمل المسجد .فكان لها الشرف أن أول آذان في المدينه كان من على دارها ، كما أن نالت شرف البركه هي وأبنها من الرسول نال محبة الخلفاء الراشدين حيث آمره أبو بكر الصديق بجمع القراءن الكريم ؛ ومن حبها للنبي روت عنه بعض الأحاديث حيث روت أم سعد بن أسعد بن زراره .قد توفت في حياة أبنها زيد وقد صلى عليها ؛ وتوفى زيد بن ثابت فى العام الخامس والاربعين للهجره ، ورثاه حسان بن ثابت بقوله :فمن للقوافي بعد حسان وابنه ومن للمثاني بعد زيد بن ثابترضي الله عنه وعن أمه ويكفيهم فخراً أن النبي قال لهم بارك الله فيك وفي أمك .