12 سبتمبر 2025

تسجيل

الروح والريحان في زيارة بلاد السودان (13)

11 يوليو 2014

وعدنا القارئ الكريم أن نتحدث عن الدار السودانية وقد ذكر لنا أنها أكبر دار للكتب في العالم العربي وهي تضم خمسة طوابق وميزانين وقد أنشأها عبدالرحيم مكي وعند دخولنا وجدنا قدرا مفتي السودان الدكتور عبدالحي يوسف فسلمنا عليه ورحب بنا ثم سلم علينا صاحب الدار السيد عبدالرحيم مكي آنف الذكر ثم شرع الأستاذ عبدالرحيم في الحديث عن الدار حيث بين لنا أن الطابق الأرضي كله عبارة عن كتب المؤلفين السودانيين وإصداراتهم والذي يليه طابق الميزانين كتب اللغة والسياسة والتاريخ ثم الطابق الأول والثاني للكتب الشرعية والطابق الثالث لكتب الأطفال ثم الطابق الرابع وقد خصص للكتب من كافة العلوم الأخرى وقمنا بجولة في أروقة المكتبة وأكثر ما كان يميزها أن الكتب كانت مصفوفة على طول الطريق وأن أشعة الشمس كانت تدخل من كل جانب وقد وضعت إدارة الدار لوحات معلقة عليها عبارة تنبه إلى أن الكتب للبيع ومما لفت انتباهي وجود بعض الكتب التي بها لوثات عقدية وتحمل في طياتها سموما فكرية فتكلمت في ذلك مع مدير الدار وتعلل بأن الدار لبيع الكتب وفيها من جميع أنواع الكتب وكل يشتري ما يروق له ويناسبه فرددت عليه بأن مسؤوليتنا كبيرة عن الجيل الصاعد وضرورة تقديم الأنفع والأصلح لهم هدى الله الجميع. وأردت مداعبته بقولي بأن مكتبته ربما تنافس مكتبة المدبولي في مصر ولكنه رد بأن مكتبة المدبولي لا يمكن مقارنة مكتبتنا معها وكل ما سبق ذكره إنما يدل على حرص هذه البلاد الطيبة بلاد السودان وأهلها على العلم والقراءة وقد اشتريت منها بعض الكتب وقفلت راجعا إلى الفندق وبعد تغييرملابسنا واستعدادنا لحضور الحفل الختامي للدورة العلمية التاسعة عشرة بقاعة الصداقة الواقعة بجوار فندقنا المشهور ببرج الفاتح وما إن وصلنا قاعة الصداقة حتى استقبلنا طابور من الطلبة في انتظارنا مرحبين في موكب مهيب وترحيب عجيب لم أر مثله في الترتيب والاستعداد من قبل وعندما دخلنا القاعة بدأنا بالسلام على سماحة الوالد الشيخ أبو زيد ثم على بقية الضيوف وندع الحديث في تفصيل ما جرى في القاعة والاحتفال للحلقة القادمة بإذن الله.