17 سبتمبر 2025

تسجيل

المتدين الجديد

11 يوليو 2014

في مجتمعاتنا العربية نجد أن بعض الناس لا يكون متدينا في الأساس، بحيث أنه لا يقوم بالعبادات مثلا، ولا يواظب على بعض الأعمال التي تعتبر في تقييم البعض أساس التدين، ثم يصبح متدينا فجأة، ومتمسكا بأمور دينية لم يكن يلتفت لها سابقا، وبهذا أسميناه المتدين الجديد، وعادة ما يأتي تدين الإنسان حسب طبع شخصيته، فالإنسان المزاجي يصبح في تدينه مزاجي أيضا، كذلك الشخص الحساس يكون حساساً جدا في تدينه، ويبدأ يتمسك أحيانا بالقضايا الصغيرة، ويصر عليها، ليس لأنه متدين وإنما لأن سماته الشخصية تكون كذلك.بعض الناس ربما يتدين كردة فعل على موقف معين، وتجده يتكلم عن القضايا الشبيهة بذلك الموقف الذي تعرض له، ولربما أحيانا يربط الإيمان في مثل تلك المواقف، ويحجم بقية القضايا الأخرى في دين الله سبحانه وتعالى.والتدين أحيانا قد يكون في سلوك الإنسان أو في مشاعره أو في أفكاره، ولذلك إذا أردت أن تقيم متدينا يجب أن تعرف نوع تدينه، فقد يكون تدينا انفعاليا عاطفيا فتكون تلك المشاعر مجرد عواطف، أو مجموعة سلوكيات تتمثل في قيام الليل وأداء النوافل أثناء النهار.وقد يكون التدين سلوكيا بحيث يتمثل بفعل الخير والصدقات ومساعدة المحتاجين.وأشير إلى أن كل أنواع التدين جيدة، لكن يجب أن أقول بأن معرفة نوع تدين الشخص من أهم الأمور التي يجب معرفتها، لأنك إذا رأيت متدينا جديدا لربما رفضته ووصفته بالمتدين السقيم أو غير الناضج، وهو لم يكن سقيما، بل لأن نوع تدينه يختلف عن نوع تدينك أنت، وربما رأيت إنسانا متدينا وشكرت فيه ومدحته لا لشيء إنما لأن نوع تدينه يشبه نوع تدينك، فالأمور قد تكون نسبية أحيانا، ولها علاقة وارتباط كبير بالسمات الشخصية لذلك الشخص.الإقبال على الله أمر حسن ولا شك، ويجب أن ندفع الناس كلهم إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، ولكن في طريق الدعوة إلى دين الله يجب أن نفهم البنية النفسية للطرف الآخر، وندعوه من خلال تلك البنية إلى رحابة هذا الدين العظيم، فربما دعيناه لأفكار الدين وهو رجل يعتمد على السلوكيات في طريقته الحياتية والتدينية، فننفره من الدين.وهنا يجب أن أنتبه إذا دعوت إنسانا معينا للتقرب من الطاعات فلا بد أن أنظر لطبيعة حياته ثم اختار نوع التدين الذي يناسب طبع شخصيته، وأستطيع معرفة طبع شخصيته بأن أسأله عن اهتماماته الحياتية في غير المسائل الدينية، وحتى وأنا أختار المفردات الدينية وأختار الطرح الديني والتوجه الديني أختار الذي يناسب لونه وسماته، وبذلك يكون أدوم في الطاعة بإذن الله.