05 أكتوبر 2025

تسجيل

فبهداهم اقتده

11 يوليو 2013

في أمتنا وتاريخها الممتد عبر هذه السنين، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها رجال وشخصيات فذة من علماء ودعاة ربانيين عاشوا لمجتمعهم وأمتهم وخدموا دينهم أي خدمة، وتخلقوا بأخلاق القرآن الكريم، واقتدوا بخاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، وساروا على هدى الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام رضي الله عنهم ومن تبعهم من الأئمة الأعلام رحمهم الله. وفي هذا الشهر المبارك نعيش مع علماء ودعاة وشهداء من هذه الأمة المباركة، الذين انتقلوا إلى جوار ربهم، وما زالت كلماتهم وحياتهم مؤثرة، تُنير دروب أهل هذه الأمة الخيرية، أمة الصراط المستقيم، أمة الوسطية والاعتدال والسلام، بل علمهم وآثارهم تعدت إلى شعوب وأمم أخرى"أو علم ينتفع به". فكم من موقف كان له أثر، وكم من كلمات كان لها أثر، وكم من كتاب سُطّر كان له أثر، وكم من نصيحة وإرشاد وتوجيه كان لها أثّر، بل وحتى بعد مماتهم رحمهم الله كان لهم أثر. ساروا على الهدي النبوي والخلفاء الراشدين والسلف الصالح، فكتب الله تعالى لهم القبول بين الناس، فأحبوهم في حياتهم وزادت محبتهم لهم بعد وفاتهم. فهي دعوة لنا ووفاء لهم، وهم يستحقون هذا الوفاء، وإن كان هذا الوفاء شيئا يسيرا بإحياء أسمائهم وكلماتهم وأقوالهم ومواقفهم، حتى لا نفتقد نحن وتفتقد الأجيال أسماءهم ومآثرهم ويصبحوا رحمهم الله شيئا من الماضي المنسي. عن عبداللَّه بن عمرو بن العاص — رضي الله عنهما — قال: سمعت رسول اللَّه — صلى الله عليه وسلم — يقول: " إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا"، رواه البخاري ومسلم. قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى "أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها" قال: "خراب الأرض بموت علمائها وفقهائها وأهل الخير منها". قيل لسعيد بن جبير رحمه الله: ما علامة الساعة وهلاك الناس؟ قال: إذا ذهب علماؤهم". وصدق أمير الشعراء أحمد شوقي: الناسُ صنفان موتى في حياتهم وآخرون ببطن الأرض أحياء. وهنا ننوه بأن ما يرد في مقدمة الحديث المقتضب جداً عن أعلام الأمة رحمهم الله، إنما ورد عما كُتب عنهم ونلتقطه عن هذا وذاك ونجعله في سطور تعريفية عنهم رحمهم الله. نسأل الله الكريم أن ينفع بهذا التذكير بعلماء ودعاة وشهداء الأمة، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم سبحانه وتعالى. "كلمة مضيئة" "إن كلماتنا وأفكارنا ستظل عرائس من شمع حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الحياة"