17 سبتمبر 2025

تسجيل

الواقع المأساوي للإسلام في طاجيكستان "2"

11 يوليو 2011

قال صاحبي: ما واقع الإسلام في طاجيكستان؟ قلت: هناك ما يشبه الصحوة الإسلامية في البلاد، فهناك إقبال على أداء الصلوات والشعائر الإسلامية المختلفة من جانب أعداد كبيرة من المواطنين لاسيما الشباب منهم، ورغم أن البلاد ظلت ما يقارب سبعين عاما تحت بطش العصابات الشيوعية التي حاصرت الإسلام في المخابئ، وصادرت كل ما له علاقة به من مساجد ومدارس دينية ومصاحف وكتب، فإن هذه الإجراءات قوبلت بنوع من المقاومة السلبية، حيث ظل الجميع يحرص على أداء الصلاة، وقراءة القرآن بشكل سري وأورثوا ذلك لأبنائهم. وفي الفترة الأخيرة تصاعدت حركة بناء المساجد، لدرجة أن شوارع مدن طاجيكستان مثل: قرمذ وجوجند وكورغان وغيرها امتلأت بالمساجد بشكل أثار فزع الحكومة التي شنت حملة على المساجد انتهت بهدم بعضها، وضم البعض الآخر للهيئة الدينية الرسمية بذريعة عدم الحصول على تصاريح بناء! ورغم هذا فإن هذه المساجد تشهد إقبالاً شديداً من قبل المواطنين، خاصة في يوم الجمعة وشهر رمضان والأعياد، على الرغم من أن أعدادا كبيرة من أبناء طاجيكستان ليسوا على علم بفضل صلاة الجماعة، فضلا عن تدني مستوى الخطباء، وهي المشكلة التي يسعى حزب النهضة لحلها عن طريق تدريب الخطباء وتنظيم دورات لأبنائهم، فضلا عن السعي للحصول على منح من الدول الإسلامية لابتعاث أبنائهم للدراسة بها والعودة لتفعيل مسيرة الدعوة الإسلامية. قال صاحبي: هناك تقارير تتحدث عن العراقيل التي توضع في وجه الدعوة الإسلامية، آخرها حظر استخدام مكبرات الصوت؟ قلت: الدعوة الإسلامية تواجه مشكلات عديدة أبرزها عدم إتاحة الفرصة للشباب المسلم لدراسة العلوم الشرعية ووضع عراقيل واشتراطات أمنية قبل الحصول على الرخصة، وكذلك حاولت وزارة التعليم فرض حظر ارتداء الحجاب الشرعي على المسلمات في المدارس والجامعات، وقد أخفقت في تنفيذ ذلك بعد اعتراض أولياء الأمور وأحزاب المعارضة، وفي مقدمتها حزب النهضة الإسلامي. أما فيما يخص إلغاء استخدام مكبرات الصوت أثناء صلاة الفجر، فهذا الأمر يعود إلى تنامي نفوذ شخصيات داخل الحكم ترى الإسلام عدوا لها. وتضع العراقيل أمام استعادة الطاجيكي هويته الإسلامية، وتعمل على تشويه صورة الإسلاميين بدعوى سوء استخدام المساجد، والدين عموما لتحقيق أهداف سياسية. وكذلك تشن حملات إعلامية تشبه الإسلام بالغول الذي يستعد للانقضاض على البلد، وهي حملات يقف وراءها الشيوعيون، غير أنها تواجه بمقاومة شديدة من قبل حزب النهضة والنشطاء الإسلاميين وهي محاولات مصيرها الفشل بالتأكيد، لمخالفتها للهوية الإسلامية لشعب طاجيكستان. قال صاحبي: تحدثت سابقا عن عدم إتاحة الفرصة للشباب الطاجيكي للتعرف على الإسلام وشريعته.. كيف؟ قلت: نعم هناك قيود تفرض على هذه الثقافة عبر فرض قيود على استيراد الكتب والمؤلفات الإسلامية الكبيرة، وفرض ضرائب وجمارك عليها وحظر بيع هذه الكتب في حالة وصولها إلا بعد تصاريح من السلطات، فضلا عن حظر الدولة أي تجمعات دينية، سعيا منها إلى تجفيف منابع الدين والتصدي لأي أنشطة دينية هدفها ربط هذا الشعب بالإسلام كهوية ودين. قال صاحبي: لا ريب أن الأزمة الاقتصادية.. ساعدت المنظمات التنصيرية لتقوم بدورها المعادي للإسلام.. أليس كذلك؟ قلت: في طاجيكستان تعمل أكثر من عشر منظمات تنصيرية أغلبها بروتستانتي ومنها الكاثوليكي وعلى رأسها جمعية العون المسيحي، وجيش الخلاص، وفريق الكنيسة للإسكان، وجمعية الشبان الإنجليين، ومنظمتا أكويب والإخوة المتحابون، ومنظمة الإخوة الكومبنيون، وغيرها من المنظمات التي استطاعت استغلال حالة العوز والفقر، وعدم وجود منظمات إغاثية إسلامية لمواجهتها في نشر سمومها بين مسلمي البلاد، ولم تكتف هذه المنظمات للسعي لتنصير المسلمين ولكنها استغلت سعي النظام الحاكم لتسويق نفسه عالميا لتثبيت أقدامها في أراضي طاجيكستان المسلمة ببناء ما يقرب من عشر كنائس في مدن البلاد المختلفة وهو ما يخلق تحديا لمواجهة هذا المد بشكل يتطلب مد يد العون من جانب الدول الإسلامية. والله من وراء القصد.