15 سبتمبر 2025

تسجيل

الموظف والانتماء للعمل

11 يوليو 2007

بالأمس تلقيت اتصالا من إحدى الأخوات العاملات في إحدى المؤسسات الحكومية، كان من بين ما تحدثت عنه الاحباط في بيئة العمل، وعدم الاحساس بالانتماء، وانها وزميلاتها كثر تقضي وقتاً طويلاً في تضييع ساعات العمل في الإنترنت واللعب عبر الكمبيوتر. . . ، وعندما سألتها عن السبب قالت: لأنني أشعر بظلم وعدم حصولي على حقوقي الوظيفية، في حين يتم تعيين أفراد آخرين بدرجات وظيفية أفضل منا، على الرغم من انهم ليسوا بأفضل منا أداء أو إنتاجية.هذا الوضع ربما معيش في عدد من المؤسسات والوزارات للأسف الشديد، فالعديد من الموظفين يشعرون بهذا الظلم، ربما البعض منهم غير صادق لكونه متسيبا وغير منتج، لكن هناك فئة بالفعل تعاني من الظلم، نظراً لعدم حصولها على ما تستحق من تقدير معنوي ومادي ووظيفي، فكيف تريد هذه الجهات ان تخلق انتماء أو تزرع ولاء لها لدى موظفيها، في حين انها لم تقم بتقديرهم بصورة جيدة؟ لو تتبعنا مثلا نظام الترقيات في عدد من الوزارات والمؤسسات لرأينا ان ذلك لا يتم إلا بقيام الموظف بمتابعة معاملته، والتقدم بطلبات، ورفع مذكرات، وادخال (واسطات)، على الرغم من ان الترقيات حق طبيعي للموظف إذا ما توافرت فيه الشروط، ولكن ذلك لا يحصل حتى في حالة توافر كل الشروط، بينما موظف آخر قد لا تتوافر به الشروط تأتيه الترقيات وهو جالس على مكتبه، بل ربما جالس في بيته، فإذا ما عرف الموظف المجتهد والمجد والمنتمي لمؤسسته أن هذا الوضع يحدث في جهة عمله، ترى ماذا سيكون رد فعله تجاه ذلك؟ من الطبيعي في كثير من الأحيان ان يكون رده سلبياً، بمعنى ان يصيبه الإحباط، ويكون متسيبا، ولا يبالي بالعمل، و لا يعير أهمية بالنسبة للإنتاجية بالعمل،. . ، وهذا ما يحدث فعليا في كثير من الجهات.عندما يشعر الموظف بعدالة في المؤسسة أو الوزارة التي يعمل بها فإنه تلقائيا يندفع نحو التفاني بالعمل، والسعي إلى مزيد من الإبداع، والعكس صحيح أيضاً.أي إجراء (عقابي) تجاه الموظف قد لا يفيد إذا لم تتم دراسة الأسباب التي أدت إلى وصوله إلى مرحة الإحباط أو التسيب، بحيث تكون هناك معالجات جادة ومخلصة من أجل مصلحة العمل، قبل الوصول إلى مرحلة (الكي).