12 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا يهرب البعض من العمل في القطاع الخاص ؟

11 يوليو 2005

على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الخدمة المدنية من اجل الدفع بالشباب القطري للعمل في القطاعين الخاص والمختلط، إلا أن العديد من المؤشرات تشير الى قيام البعض من مؤسسات وشركات القطاعين الخاص والمختلط بتنفيذ سياسة "مبرمجة" في كيفية "تطفيش" هؤلاء الشباب. وحقيقة هناك العديد من هذه الشركات والمؤسسات مضى على تأسيسها سنوات طويلة، لكن عدد القطريين فيها لايتجاوز أصابع اليد الواحدة، بل ان هناك العديد من الشباب الذين كانوا يعملون في هذه الجهات، إلا أنهم فضلوا تركها نهائيا، او طلبوا الانتداب للعمل في جهات اخرى، في ظل السعي المحموم من قبل تلك المؤسسات والقائمين عليها لـ "تطفيش" الكوادر القطرية. كنت اتمنى من وزارة الخدمة المدنية العمل وفق برنامج صارم فيما يتعلق بضرورة قيام شركات ومؤسسات القطاع الخاص والمختلط باستقطاب الكوادر القطرية، وان يُجرى تقييم سنوي لكل جهة من هذه الجهات حول سياسة الاستقطاب والتدريب والتأهيل الممنوح للكوادر القطرية، فهل تقوم وزارة الخدمة المدنية بهذا الدور، أم أن العملية تمضي حسب البركة، وكيفما جاءت؟ ولا تقتصر العملية فقط على إجراء مسح شامل للجهات التي تعمل على استقطاب الشباب القطري، بل ضرورة ان يتبع ذلك منح حوافز للجهات التي تقدم على الترحيب بالكوادر القطرية، مع سحب الامتيازات الممنوحة للجهات التي تتقاعس عن استقطاب هذه الكوادر، خاصة الشركات والمؤسسات الكبرى، التي تتوافر بها وظائف بالمئات، في حين ان عدد العناصر القطرية فيها تمثل عملة نادرة، ولا تذكر أبدا. هناك المئات من الشباب والفتيات القطريين الذين يبحثون عن فرص عمل، ولكن تجد الطرق الحكومية قد أغلقت امامهم، وان الاكتفاء وعدم وجود الشاغر الوظيفي هو الرد الذي يجدونه أمامهم عند طرق أبواب أي من المؤسسات والوزارات الحكومية، التي تتعذر انه لا تُمنح وظائف جديدة من قبل وزارة المالية لتعيين العناصر القطرية، شبابا كانوا أو فتيات. هناك أعمال يمكن للشباب القطري القيام بها، حتى وان لم يكونوا من أصحاب المؤهلات العليا، فلماذا لا تسعى هذه الجهات لاستقطاب هذه الشريحة من العناصر القطرية للعمل بها؟ دور القطاع الخاص والمختلط يتعاظم يوما بعد آخر، وهو ما يتطلب العمل على ضخ كوادر قطرية للعمل فيه، وتدريبهم وتأهيلهم، خاصة وان العديد منهم لا يملك رصيد خبرة، كما هو حال الموظفين الذين يتم التعاقد معهم خارجيا، والذي لا يعرف بعضهم "كوعه من بوعه"، حسب المثل المحلي. لابد من البحث عن الاسباب التي تدفع البعض من الشباب القطري إلى الخروج من المؤسسات والشركات التي يعملون بها بالفعل، والسعي للالتحاق بالعمل الحكومي على الرغم من مضي البعض منهم سنوات بالعمل في تلك الجهات، إلا أن المعاناة التي يكابدونها تدفع البعض منهم للبحث عن بدائل أخرى، حتى وان كانت انتداباً في مؤسسات ووزارات أخرى. مطلوب من وزارة الخدمة المدنية - طالما هي تتولى تأهيل وتدريب الكوادر القطرية - إجراء مسح شامل عن الأسباب الحقيقية التي تدفع الشباب القطري إلى العزوف عن العمل في القطاع الخاص، خاصة في ظل تدني نسبة الحضور والمشاركة في هذا القطاع.