23 سبتمبر 2025
تسجيلمجرى الأحداث ينبئ بنشوء الدولة الذكية إما ننتظر ونتبع العالم أو نبادر ونصنع بناءها، إذا أردنا أن نظل حاضرين علـى طاولة الحدث ومشكلين له لنحافظ على ما نتمتع به من حياة رغيدة أو نخسر شيئا فشيئا طموحاتنا وآمالنا في الحياة المستقرة والكريمة، الدولة الذكية ستكون بنيتها ذكية رقمية ومهارات سكانها متقدمة وفاعلة وحرة في التعبير والتفكير والقدرات، الحركة السريعة والمتسارعة للتطورات لا تحتمل الروتين والبيروقراطية، ما هو قادم من الجانب الواقعي هو تقدم متسارع في اشباه الموصلات والشرائح المعالجة للذكاء الآلي آلاف اضعاف ما هو قائم من قدرات على معالجة البيانات وتحويلها لمعلومات مفصلة، تخدم المجتمع، والفرد من القيادة الذاتية الى التوصيل الذاتي الى الصحة الفردية والادوية المصممة لكل فرد حسب الحمض النووي، سيتمكن الذكاء الآلي من تغيير قواعد العمل ونماذج الادارة وحسابات الربح والخسارة، من النانو تكنولوجي الى تحليل الحمض النووي وبرعاية الذكاء الآلي تتكون الدولة الذكية وباضافة الحاسب الكمي ستكون عملية ذاتية اسرع ملايين المرات، هذه لمحة عما ينتظر العالم، وكل شعب وأمة ترى ما هو قادم، ما ستفعل كل أمة أو ما ستترك سيحدد مستقبلها، لكن الانتظار ليس خيارا والتحولات لا تسمح بالتردد ولا التلكؤ، توجيه الأمة والشعوب العربية في اتجاه بوصلة المستقبل مسؤليتنا جميعا من مثقفين واعلام ومطلعين على ما هو قادم، نظام التعليم والاعلام ونظام الحوافز والاستثمار، أما كمستثمرين فهو الاجدى استثماريا او لتوطين هذه التقنيات والمعرفة وتجذيرها ثقافيا ومحتوى، وبدل مرمى تدخل مسابقات الروبوت والذكاء الآلي وتنشأ الحاضنات وتمول الشركات الناشئة وتصنع النجاحات وتقام الثقافة الداعمة لمثل هذا الحراك، لكن هذا يحتاج قرارات جذرية ومجازفة لأن صناعة المستقبل تتوقف على قدرات هذه الاجيال وليس هناك دليل سياسات واجراءات على كيف وما هي المسارات هي عملية استكشاف وإماطة اللثام عما يكنه المستقبل، عدم الوضوح مهمة وتركها للاخرين تخلي وصاحب الريادة من يتصدر الفعل لا من له الريادة وما يحظى به الرواد ومن يتساهل أو يتخوف أو يتردد موضعه خلف الرواد كما، رأينا أخذت أوروبا في وقت ما الريادة وجازفت وحققت مكاسبها ثم اخذت الولايات المتحدة الامريكية المبادرة وحظيت بالمكاسب، اليوم الدور علينا فهل سنسابق للمكاسب والصدارة ام نكتفي بالتقليد ونرضى بالفتات، آسيا تتقدم بشكل سريع وامريكا واوروبا تتخذ من السياسات الحمائية درعا ولكن لن ينفعها، من هو في السباق ليس كما من يشاهده من المدرجات، لم يعد الواقع مماثلا للماضي وعليه لن تكون النظم والمفاهيم القائمة مجدية لمواكبة ايقاع الواقع، لذلك لا بد لنا من خلق منظومة مفاهيم وثقافة تكون القاعدة الأساسية لنشوء الدولة الذكية فالدولة الذكية تحتاج الثقافة الذكية، والبحث ونسج تلك الثقافة بوعي وارادة سيكون العمل الاول من نوعه في المنطقة والعالم، وسيكون لاول مرة صب وتكوين البنى الاساسية للمجتمع مبنية عن وعي وعن خارطة طريق وليس عشوائيا كما حدث في الماضي للمجتمعات الانسانية، بل وضع التصاميم والخطط لخلق ثقافة تمكن من نشوء الدولة الذكية، وعندما يكون هناك ايمان وعقيدة بتلك الدولة ستتمكن آليات الدولة القائمة من التحرك لإنشاء ذلك الكيان، مثل هذا الكيان سيتمكن من خلق الاقتصاد الذاتي، مهام البشر سيكون الرصد والمراقبة والتقييم والتطوير والتحسين وصيانة ذلك النظام، مهارات جديدة وعالية وتواكب التطور الزمني وإيقاع الحياة وتسمح بالتمتع بالقدرات والإمكانات البشرية ورعاية التطورات وتحقيقها في واقع الإنسانية.