12 سبتمبر 2025

تسجيل

الشهرة السلبية

11 يونيو 2018

كثيرون هم من يبحثون عن الشهرة وبريقها، وهؤلاء هم المفتونون بأنفسهم والذين وضعوا حب الظهور على رأس أولوياتهم، يبذلون في سبيله الغالي والنفيس؛ فقد صور لهم اعتزازهم بالدنيا أن قيمة الإنسان في أن يُشار إليه بالبنان أو بكونه حديث المجالس وهم بالطبع واهمون. وليس عيباً على الإطلاق أن يكون الإنسان مشهوراً ولكن الأهم ألا تكون شهرته سعي مقصود منه طلباً للدنيا وغراماً بها، بل قاصداً به طاعة الله ورضوانه ووجهه الكريم، أما من تتوق نفسه إلى الظهور بأي وسيلة وإن كانت على أنقاض القيم والمبادئ وأشلاء الآخرين مخالفاً بذلك الدين والأخلاق، فهؤلاء هم أصحاب القلوب المريضة الذين لا يهتمون إطلاقاً بنوعية هذه الشهرة أو مستواها بقدر رغبتهم في أن يكونوا محط أنظار الجميع، وقد صادفت الكثيرين ممن هم على شاكلتهم على المستوى الشخصي. وخلاصة القول أعزائي .. إن حب الشهرة والظهور يجب ألا يكون هدفاً في ذاته؛ حتى لا تتحول حياتنا إلى مسرحية هزلية، وحتى لا يتصدر أصحاب البالونات الكاذبة المقاعد الأمامية بشهرتهم السلبية التي يحققونها بالتصنع والزيف، وليكن قدوتنا في ذلك سلفنا الصالح الذي حذر من حب الظهوروالشهرة، وأختم بقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب العبد التقي النقي الخفي ).