20 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); القيام في اللغة، بمعنى الوقوف، والنهوض، وعكسها الجلوس والقعود، وقيام الليل بالمعنى الشرعي، هو الاشتغال إمّا جلّ الليل إلّا قليلا، وإمّا نصفه، وإما بالزيادة على النصف منه قليلا، في عبادة الله بالصلاة وقراءة ما تيسّر من القرآن الكريم، ومن أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، قال الله سبحانه وتعالى في (سورة المزمّل- الآيات 1 إلى 4): "يا أيّها المزمّل، قم الليل إلا قليلا، نصفه، أو انقص منه قليلا، أو زد عليه، ورتّل القرآن ترتيلا". وقيام الليل بالمعنى الشرعي عموما، استعمل بإطلاقه على الصلاة بخصوصها، لأنها من أفضل الطاعات، وتسمى العبادة في الليل قياما، لأن العبادة تتطلب القيام لها، والاستيقاظ ومجانبة النوم والجدّ والعزيمة في العمل، كما في قول الله تعالى في (سورة المدّثر- الآية1و2): "يا أيّها المدّثر،قم فأنذر".وقال تعالى في (سورة السجدة-الآيات 16و17):" تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ".وقد فسّر ابن كثير تلك الآيتين بالقول، يعني بذلك قيام الليل، وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة، وقال مجاهد والحسن في قوله تعالى: "تتجافى جنوبهم"، يعني بذلك قيام الليل، وقال القرطبي، أي ترتفع وتنبوا عن مواضع الاضطجاع. وقال الله تعالى في (سورة الزمر-الآية 9): "أم مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ، قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ"، أي، هل يستوي من هذه صفته مع من نام ليله غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده.وحث النبيّ عليه الصلاة والسلام، على قيام الليل ورغّب فيه، فقال:"عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد"،وقال صلّى الله عليه وسلّم:"في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها"، قيل: لمن يا رسول الله، قال: "من أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائمًا والناس نيام".كما قال عليه الصلاة والسلام: "أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس"، وقال عليه الصلاة والسلام: "من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين"، والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر، وقال: "أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل".ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يترك سُّنَّة قيام الليل قطُّ في حياته، لا في مرض، ولا في كسل، ولا في غيره، فقد روى أبو داود،وقال الألباني صحيح، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَيْسٍ، يَقُولُ: قَالَتْ عائشة رضي الله عنها: لاَ تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَدَعُهُ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ، أَوْ كَسِلَ، صَلَّى قَاعِدًا.وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام، ينصح أصحابه بالحفاظ على صلاة قيام الليل، وعدم التذبذب في أدائه، وقد أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم لجميع المسلمين أن يقوموا بأداء هذه السُّنَّة، فجعل الأمر سهلًا على الجميع، فلم يشترط طول القيام،إنما نصح بقدر الاستطاعة...يتبع.