18 سبتمبر 2025
تسجيلما أكثر المناظر المؤذية.. كنت في زيارة صديق وهو رجل أعمال، كنت أسلي صيامي بأحاديث شتى.. عن رمضان.. وعن الدراما التليفزيونية. وأن الإنسان لا يجد عملاً درامياً يوازي ما كان يقدم سابقاً.. فجأة وبدون سابق إنذار دخلت مكتب رجل الأعمال سيدة.. اعتقدت أنها زوجته أو أخته. كانت منقبة، وتدل ملابسها على الثراء من خلال العباية المطرزة. قلت لصديقي "ياالله .. أنا استأذن" بهت صديقي وقال "اقعد" قلت له: "اخليك مع الأهل" رد عليّ "وين الأهل!!" أشرت إلى السيدة.. هنا طرح رجل الأعمال تساؤلاً.. "نعم آمري" ماذا تريدين؟ قالت دون حياء أو خجل.. رمضان كريم.. رد عليها رجل الأعمال: الله أكرم.. اكتشفنا لاحقاً أنها تمارس لعبة الشحاذة.. صمت صديقي رجل الأعمال برهة من الزمن ثم قال: اللهم إني صائم.. هل تعتقد يابو علي أن مثل هذه السيدة في حاجة إلى مائة ريال؟ إن ملابسها بدءاً بالعباية إلى الشنطة التي تحملها بالشي الفلاني.. ومع ذلك تمارس الشحاذة. سؤال آخر: كيف دخلت إلى قطر.. وبواسطة من؟ وأين الجهات الرسمية. لقد سمعنا منذ سنوات أن الجهات الرسمية تلاحق مثل هذه النماذج.. ولكن ها هي النموذج. قلت: للوهلة الأولى اعتقدت أنها زوجتك ولذا طلبت المغادرة. ولكن سؤالك بلا إجابة. هل حقاً هي فقيرة؟ أم أنها وظيفة يتم ممارستها في هذا الشهر الفضيل، إن مثل هذه النماذج تشوه قيمة رمضان، شهر العبادات، كما يشوه بعض الأخلاقيات صيام الإنسان، مثل ذلك الذي يستعمل بلا مبرر بوق سيارته عند الإشارات، أو يحاول في الإشارات ألاّ يلتزم بالدور خاصة إذا كان السائق أجنبيا فقيرا، عندها يستعرض عضلاته لا يهم إذا كان ذلك الفقير صائماً أم لا.. يا أخي الصائم، هل الصوم فقط الامتناع عن الأكل والشرب؟ أم الصوم حتى عن الكلام الخادش للحياء والتصرفات الهوجاء، الصوم عبادة وليست عادة أو شكلا من أشكال استعراض العضلات والادعاء بأنك.. وتكرار جملة الله يتقبل صيامنا.. نماذج مع الأسف تكرارها أمر وارد وعلينا الصبر على المكاره وليس أمامنا سوى الصبر.. والله المستعان.