11 سبتمبر 2025
تسجيلوالملاحظ أن الرافعي حين وجه حديثه إلى الطفل رقت لغته، ولان أسلوبه وغدت صوره قريبة ليسهل على الطفل فهمها والتأثر بها. بل أنه قال قصائد على لسان طفل صغير في احتفال بإحدى المدارس. وهذا أمر جديد في الشعر العربي، ينطِق الشاعر الطفل معبراً عن أحاسيسه وعالمه جاعلاً منه نموذجاً صالحاً للطفل العربي. واسمع لهذه الأبيات:لكم سادتي أجل احتـــــــــرامي وعليكم تحيتي وســـــــــلامي ورأى الله أن يقدر لي الخـــــــــــيـــــــــر، وأحظى بأوفر الأقســـــــــامفأتى بي إلى المــــــدارس أهلي وجعلت العلوم فيها مــــراميدفتري صاحبي، ولوحي رفيقي وكتابي في كل فن امــــــامي راجياً أن أكون بالعلم يــــومـــاً في بلادي من الرجال العظامفأشيد المدارس الشم قممــــــــاً لبني البائسين والأيتــــــــــــام وهذا الاهتمام بالقيم. وبناء الإنسان، وخاصة الطفل أمر جديد على الأذن العربية في ذلك الزمن، ومن العجب أنه لم يوجه نصحه إلى الكبار- فقد غادروا طور النصح والتربية، إنما صرف فنه إلى الناشئة يبثهم لواعجه. والطفل يعلم أن الرافعي يوحى إليه بالمعاني ويثري وجدانه، ومن الشعراء من رزقوا بالأولاد فما فرحوا فرح الرافعي، ولا كتبوا عن الاطفال كما كتب، تأمل أيها القارئ إنفعال الرافعي لإبنته الرضيع. و يستشعر فيقول:ولي ابنة هي معنى النفس في نظري وحكمة الفكر، والوحي الذي أجد كأن قلبي يراع مـــــــــــــــل من يده فحسنها لي من نور السمــــاء يدفيا (وهيبة) أن يسعد ذووك فمــــــن نور بعينك يجلو نجمهم ســـعدوالا يصبح البيت روضاً للذين بـــــــه ما لم يكن فيه هذا الطائر الغرد ومن نماذجه الجيدة التي كتبها عن أحلام ابنته (وهيبة) وهي في الشهر السابع، حين راودها النوم، وكادت أن تستسلم له، ولكنها تفتح العين وتعلقها، وتبتسم ثم تنام، وكان هذا منظرا معتادا مألوفا في كل الدنيا ولكنه يهز الرافعي فيقول غير مسبوق إلى معناه أو تجربته.ونامت تمسك الأجفان مهـــــــــلاً وترسلها إشارات الــــــــــــــوداع(وهيبة) وابتسام الحلم بـــــــــــاد على شفتيك هل يدعـــــــــوك داع؟ وهل ناغتك أمك في دعــــــــاب كأن كلامه لغة الطــــــــبـــــــــاع؟ فالرافعي هنا يستخدم اللغة استخداماً جيداً، ويوظفها توظيفاً فنياً ويتوجه إلى خوض تجربة جديدة من حيث الممارسة والانفعال. هذا وبالله التوفيق