20 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أولى البشائر.. وأولى المفاجآت بضرب منظومة الأمن الصهيونية في القلب، جاءت في العملية البطولية الثانية التي هزّت وسط تل أبيب (مساء الأربعاء/ الخميس)، وكانت العملية الأولى عندما أطلق فدائي فلسطيني من مدينة عرعرة بالداخل المحتل عام 1948 النار على ملهى في شارع ديزنغوف بتل أبيب فقتل إسرائيليين اثنين، وجرح آخرين بداية شهر يناير من العام الجاري. الشابان الفلسطينيان وهما أبناء عمومة انتحلا شخصية يهود متزمتين (حريديم)، ودخلا إلى حي سارونا الشهير للمطاعم والحانات القريب من وزارة الدفاع بتل أبيب، وفتحا النار من أسلحتهما عشوائيا، فقتلوا أربعة إسرائيليين هم: رجلان، أحدهما برتبة رائد كان يخدم بقوات النخبة (سيرت همتكال)، وهي وحدة عسكرية مختصة بتنفيذ عمليات اغتيال في دول عربية، إضافة إلى امرأتين، وأصيب خمسة آخرون بجروح.وللتذكير فإن من العمليات الكبيرة التي نفذتها (سيرت همتكال)، اغتيال الشهيد خليل الوزير "أبو جهاد" في تونس، وقد وصل عدد ممن خدموا فيها لمناصب عليا في حكومة الاحتلال والجيش، مثل إيهود باراك الذي كان رئيسا للوزراء.وتسببت العملية البطولية بحالة من الدهشة والذهول، فيما أصيب آخرون بالصدمة، بعدما تسرّعت أوساط واسعة في إسرائيل، فقالت إن الانتفاضة الفلسطينية خبت وتوقفت، وتناست أن الجيل الفلسطيني الجديد يصرّ على المقاومة في ظل ما يتعرض له الشعب من إعدامات واعتقالات. عملية تل أبيب البطولية وجهّت عدة رسائل إلى سلطات الاحتلال، الأولى: تمكّن الفدائيين من الوصول إلى الداخل الفلسطيني المحتل قادمين من بلدة يطا بالخليل بالضفة الغربية، والثانية، فشل كافة إجراءات الاحتلال الرامية إلى وأد الانتفاضة وقتل روح المقاومة في شبابها، الثالثة، أن مكان تنفيذ العملية على مقربة من وزارة الجيش (الدفاع)، يمثل تحديا من المقاومة لقادة الاحتلال، خاصة وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان الذي طالما تبجّح وهددّ الفلسطينيين، الرابعة، أنها كسرت هيبة منظومة الردع العسكري للاحتلال، والخامسة، أن العملية تأكيد على استمرار الانتفاضة والفعل الانتفاضي وفشل كل التوقعات بإنهائها، وهي ردٌّ طبيعي على الإعدامات الميدانية التي ينفذها جيش الاحتلال المنفلت من القيم الإنسانية ضد الشعب الفلسطيني. إضافة إلى ذلك، فهي تحمل رسالة قوية إلى اللاهثين وراء سراب التسويات السياسية على حساب الثوابت الوطنية، بأن خيار المقاومة هو الأسلوب الأنجع في انتزاع الحقوق، وأن المقاومة ومشروعها هي الكفيلة وحدها بتحرير الأرض وإعادة هذه الحقوق. والرهان على التنسيق الأمني والمفاوضات العبثية.ولعل من اللافت، سرعة الرد الذي صدر عن الرئاسة الفلسطينية بالتأكيد على رفضها لما وصفته "العنف ضد المدنيين مهما كانت المبررات"، مع أن السلطة ومنظّريها يعلمون تمام العلم أن المجتمع الصهيوني مجيّش برجاله ونسائه.شتان بين البيانات التي كانت تصدر عن الرئاسة الفلسطينية أيام الراحل ياسر عرفات الذي كان "يندد ويستنكر"، وهو الذي كان يمدّ الاستشهاديين بالدعم التسليحي والمادي، وبين بيانات الرئاسة الحالية التي تندد، وفي الوقت ذاته تشارك الاحتلال في البحث عن منفذي العمليات الفدائية، وتمدّ العدو بالمعلومات المطلوبة عن أنشطة المقاومين. عملية "تل أبيب" لم تكن عملا فرديا أو منفردا، بل كان وراءها تخطيط وتنظيم، ومن هنا فقد مثّلت نقلة نوعية للمقاومة، وستبقى مفخرة في سفر المقاومين الفلسطينيين، والقادم مذهل أكثر.. وكل التحيّة لأبطال الانتفاضة والمقاومة.