19 سبتمبر 2025

تسجيل

بين الفشل والنجاح

11 يونيو 2015

هناك حد فاصل ودقيق في نفس الوقت يفصل بين النجاح والفشل، وربما غالبيتنا لا يتنبه له، إذ تجد نفسك تشير إلى شخص ما بالفشل وآخر بالنجاح بناء على معطيات سابقة تكون سمعتها أو قرأتها دون كثير تدقيق وتمحيص أو أنك إمّعة، تردد ما تسمع ويقوله الناس.. إن كان خيراً فهو، وإن كان شراً فالأمر لا يعنيك طالما أنك مع الناس، إن أحسنوا أو أساءوا!!. لا يمكن تصور شخص قد تراه في موقف ما يُوصفُ بالفشل أو يُقال عنه بأنه فاشل وغيره ناجح.. حيث أجد هذا الوصف ظالماً أو أنه حكم جائر، ولا يجب أن يكون له مجال للتطبيق على أرض الواقع.. لماذا؟ إن الناجح، إن أردنا استخدام هذا المصطلح، أنجز المطلوب منه لأسباب معينة، فيما الفاشل لم ينجز المطلوب لأسباب معينة أيضاً.. الأول توفرت له أسباب النجاح، سواء كانت داخلية تتعلق بالشخص نفسه من مهارات وكفايات وعوامل دافعة معينة على تحقيق المطلوب كما يجب، أو خارجية على شكل أفراد إيجابيين أو مؤسسات تهتم بالنجاح أو عوامل أخرى ساعدته على النجاح.أما الفاشل، فإنه لم تكتمل لديه أو تتوفر عنده عوامل تحقيق النجاح، سواء داخلية من تلك التي ذكرناها آنفاً، أو خارجية كأفراد سلبيين أو تعاون مع جهات غير مهتمة ولا مشجعة، وبذلك وصل الاثنان إلى النتيجة النهائية.. هذا ناجح وذاك فاشل!. هل يجد أحدكم الأمر مريحاً أو منطقياً أو عادلاً أن ينتهي بالنتيجة تلك للأسباب التي ذكرناها؟ أيرضى أحدكم أن يكون هو نفسه في وضع الفاشل مثلاً، حيث لا تكتمل لديه عوامل تحقيق النجاح، فيكون بالتالي في نظر الناس فاشلاً؟ بالطبع لا أظن أحداً يرضى ذلك الأمر لنفسه، فكيف إذن يستعجل أحدنا ويطلق الحكم على الغير دون أن يكون ملماً بالتفاصيل؟. أحسبُ أننا نحتاج إلى بعض التأمل والتدبر في مثل هذه الأمور الحياتية، التي تتكرر كثيراً دون أن نجد الوقت الكافي للتدبر والتأمل.. فهل نفعل؟.