02 نوفمبر 2025

تسجيل

إعادة ضبط إيقاع علاقة مصر وحماس

11 يونيو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); اتسمت تعليقات الفلسطينيين على إلغاء الإدارة المصرية الجديدة قرار قضائها "المسيّس" اعتبار حماس "منظمة إرهابية" بالعقلانية والاتزان وبالارتياح، واعتبرته تصحيحًا للخطيئة والخطأ السابق الذي وقع بحق الحركة، وبإمكانية إعادة العلاقات بين القاهرة وحماس إلى سابق عهدها، وبالتالي العمل معا على رفع الحصار عن قطاع غزة الذي تفرضه القاهرة بفتح معبر رفح المنفذ الوحيد للغزّيين على العالم بشكل دائم. فهل تكون الإدارة المصرية الجديدة أدركت الخطأ الذي اقترفته بحق أشرف ظاهرة عربية مقاومة للاحتلال الإسرائيلي، وهل قرأت الدرس جيدا؟كل الوقائع التي فبركها الإعلام المصري، الرسمي والأهلي، خاصة الفضائيات، بشيطنة حماس، واتهام كتائب القسام بالتورط بالأحداث الدامية التي شهدتها ولا تزال مصر، لم يتم إثباتها بالأدلة القاطعة، ونفتها حماس في حينها، (اقتحام سجن وادي النطرون وتهريب أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والمشاركة في قتل المتظاهرين في ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير 2011، والمشاركة بقتل الجنود المصريين في العريش.. إلخ).وبحسب عدة تحليلات، فإن الإدارة المصرية الجديدة باتت تدرك أنها لابد من أن تتعامل مع حركة حماس، إن عاجلا أو آجلا، وقد ثبت لها أن الوضع الأمني في حدودها مع قطاع غزة تضبطه حماس فعليا، وبأن الحركة طرف فلسطيني رئيسي في ملفات المصالحة الفلسطينية، ومفاوضات التهدئة غير المباشرة مع إسرائيل.عدول مصر عن قرارها المعيب، ربما يرجع كذلك إلى إعادة قراءة موقفها القومي مجددا تجاه قضية الشعب الفلسطيني، ومعركته المتواصلة على كل الأصعدة مع الاحتلال البغيض، بعيدا عن تهريج السياسيين و"سحرة فرعون" من الإعلاميين، وإدراكها بأن حماس حركة تحرر وطني، ملتزمة بمصالح شعبها، لم تمارس الإرهاب يوما، ولم تتخط بعملها المقاوم حدود وطنها الفلسطيني، وبأن الحركة ليست معنية بخوض أي معركة عربية داخلية، ومعركتها الأساسية مع الاحتلال الإسرائيلي. أعتقد أيضا أن المتغيرات الإقليمية الخطيرة والمتسارعة في الإقليم العربي، والمتمثّلة بالحروب الداخلية في عدة دول، تدفع باتجاه إعادة ترتيب البيت العربي الداخلي، كما أن هناك أكثر من طرف عربي فاعل ومؤثّر في الإقليم، يضغط من أجل ذلك، وإن كانت مصادر أرجعت ذلك لضغط سعودي على مصر، لحماية قيادة حماس من الانزلاق إلى أحضان إيران، إضافة إلى سعي نظام الحكم الجديد بالقاهرة لإعادة مصر لدورها القيادي في الإقليم، وبمجموع هذه الأسباب وغيرها، تقف وراء إعادة ضبط إيقاع العلاقات ما بين مصر وحركة حماس.وسأكون متفائلا بأن أعتبر هذه الخطوة باتجاه حركة حماس، ربما تمهّد الطريق لترميم العلاقات بين إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي وبين جماعة الإخوان المسلمين، باعتبار أن حماس مرتبطة أيدلوجيا بفكر الإخوان، وعبرها يمكن التوصل إلى تهدئة، خاصة أن النظام المصري الجديد مقبل على الاستحقاق الثاني لما أسماه خارطة المستقبل بإجراء الانتخابات النيابية، وبعد أن سمع رئيسه خلال جولاته الخارجية انتقادات كثيرة بشأن موقفه من الحريات وقرارات الإعدام الصادرة بالجملة ضد معارضيه. ربما تحمل الأيام القادمة جديدا، يتمثل بلقاءات تجري في القاهرة على مستوى رفيع بين قيادات من حركة حماس ومسؤولين مصريين لتتويج المصالحة، وبالتالي تمهيد الطريق أمام القاهرة للعودة من جديد إلى رعاية الملفات الفلسطينية، خاصة ملفي المصالحة، ودورها المعهود في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل والتي بدأت أثناء الحرب على قطاع غزة العام 2012، وتوقفت إثر تأزم العلاقات بين القاهرة وغزة.ولكن ما تأثير هذا التطور على الجانب الإسرائيلي، وكيف تعاملت معه تل أبيب؟، في الواقع سادت حالة من الغضب في إسرائيل، وعلّق رواد موقع (والا) العبري على القرار بين السخرية والازدراء، فقال رومان زاكايف: "هل تعتقدون أن العرب سيخونون بعضهم البعض؟ إنهم إخوة"، وقال آرييه ميلخ: "لا شك أن مصر هي دولة عدو لإسرائيل، وإذا كانت مصر قادرة على الخروج واحتلال دولة إسرائيل، رغم وجود اتفاق سلام معها لفعلت ذلك دون أن تفكر مرتين، فالبحر هو البحر والعرب هم العرب".... وإلى الخميس المقبل.