01 نوفمبر 2025

تسجيل

التردد

11 يونيو 2014

هناك حكمة تقول" عندما تتنافس فتذكر، في حال كسبت فأنت تكسب كل شيء وفي حال خسرت فإنك لا تخسر شيئاً.. فلماذا التردد؟"قد تجد كثير من الناس فقدوا ميزات وفرصا عديدة بسبب التردد والخوف من الخطأ، والحقيقة أن هناك تفسيرات عديدة للتردد إذا عرفناها استخدمناها للقضاء عليه، ولهذا يجب أن أتجه إلى علاج هذه الأسباب التي تؤدي بي إلى التردد في اتخاذ القرارات.بعض الناس يصاب بالتردد اتجاه المواقف الحياتية المختلفة لأنه ناقص الثقة بنفسه، ولأن نقص الثقة يمنعه من اتخاذ القرار، وهذا لا علاج للتردد عنده إلا بعلاج نقص الثقة التي هي السبب الرئيسي وراء التردد، ومن يهب صعود الجبال، يعش أبد الدهر بين الحفر.بينما نجد تردد بعض الناس يأتي من شعوره بالإحباط أو شعوره بالملل، فتردده ما هو إلا علامة على وقوعه في مصيدة الاكتئاب، ولذلك فلا بد أن نقيم مزاجنا حتى نتأكد من السبب الرئيسي وراء التردد، فلربما كان الاكتئاب هو الذي يمنعنا من الإقدام على بعض الأمور، وعند علاج الاكتئاب تختفي مشكلة التردد تماما.بعض الناس قد يتردد لأن شخصيته اعتمادية، وهو بطبعه يحب أن يعتمد على الآخرين دائما، وبذلك يريد من يتخذ القرار عنه، لأنه اعتمادي ومن الصعب أن يتخذ القرار بنفسه، وهذا الإنسان ليس عنده نقص في الطاقة ولكن الخوف من أن يُترك لاتخاذ القرار بنفسه يجعله محجما دائما، ومترددا أمام أبسط القرارات التي يجب أن يتخذ فيها قرارات شخصية أحيانا.هناك أيضا من لديه التردد بسبب نقص في مهاراته، فكان لزاما عليه أن يتدرب على مهارة اتخاذ القرار، ويكون ذلك باتباع وسائل قد تساعده على اتخاذ القرار يلجأ إليها كثير من الناس وهي:- أن يحاكي غيره، باتخاذ قراراته وهذا يساعده في اتخاذ قراره الشخصي بادئ الأمر، ثم يكرر ما فعله في السابق مرارا وتكرارا حتى يكتسب هذه المهارة، وتصبح لديه القدرة على اتخاذ القرار وحده. - الطريقة الأخرى للمساعدة في اتخاذ القرار وهي الطريقة الأمثل والأجمل، بأن يقوم الشخص باتباع المنهج العلمي في اتخاذ القرار، بحيث لا يعيد نفسه ويكررها، وهي ما نسميها الخبرة، ولا يحاكي تجارب الآخرين على علاتها، وإنما يقوم بدراسة تلك التجارب ومعرفة ما يناسبه وما لا يناسبه منها.- معرفة الهدف الذي يريد الإنسان المتردد الوصول إليه مطلب أساسي عند اتخاذ القرار، فيقوم بتصور الطريقة إلى ذلك الهدف قبل البدء في تنفيذه ويتعلم ويدرك أن هناك فرق بين الرغبة وبين الاستعداد.بعض الناس يرغب في فعل الشيء، لكن رغبته تكون مجرد أماني، وهو في الحقيقة غير مستعد للبذل في سبيل هذه الرغبة، ولكن علينا أن ندرك بأننا كي نحصل على ما نريده حقا فلا بد من أن نكون مستعدين لننجح في الحياة دائما، فصاحب الاستعداد يصل إلى هدفه مهما كانت طريق الوصول إليه صعبة وشائكة، أما أصحاب الرغبات والأمنيات المعلقة قيد التنفيذ فلن يحققوا النجاح مطلقا إلا في أحلامهم، ولكن لا بد أن تدرك أنه كي تحقق أحلامك فلابد أن تستيقظ أولا.وكلما زاد تردد الإنسان كلما صارت أهدافه بعيدة وغير منجزة، ولكن كلما سارع الإنسان في اتخاذ القرار الحاسم والسعي نحو الهدف بخطى ثابتة وواثقة، كلما حقق مراده وبلغ أهدافه بسرعة، ولابد أن يعلم الإنسان أن أي مهارة تتطلب وقتا ومجهودا عاليا حتى يتقنها الفرد ويطبقها على جميع مناحي الحياة، وأن المثالية غاية لا تدرك، وإنما هناك ما هو قريب من المثالية، وكل حسب ظروفه ومتطلبات حياته.فالإنسان لا بد أن يتحمل في نهاية الأمر مسؤولية قرارته، ومن باب أولى أن يتدرب على اتخاذ القرار بوسائل منهجية مدروسة تحقق أعلى نسب النجاح.