18 سبتمبر 2025
تسجيلالزكاة هي الركن العظيم وتعتبر ضابطا من جملة الضوابط التي تعمل على صلاح النفوس وصلاح المجتمع، وله أثر كبير في تحقق التكافل الاجتماعي فيما بين أفراد المجتمع، هذا فضلا عما يؤدي اليه من زيادة اواصر المحبة والتآخي فيما بين أفراد المجتمع.فالزكاة ليست نظاما ماليا فحسب، بل هي مجموعة من الانظمة، نظام مجتمعي واجتماعي واقتصادي وخلقي وسياسي وفي الوقت نفسه وقاية وعلاج لكثير من الامراض النفسية والعضوية على حد سواء، وزيادة على ذلك هي تأدية لفريضة دينية عظيمة.ولما كانت الآيات الكريمة التي تحض على الزكاة وعلى وجه التحديد وبخاصة قوله تعالى ((خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها))، تبين لنا أن للزكاة أثرا عظيما على الصحة النفسية لما يصاحبها من طهارة جسدية وتزكية روحية، هذا فضلا عن طهارة الاموال وتزكية النفوس، كما أن مفهومي الطهارة والتزكية جاءا ليحملا معنى عاما، مما يؤدي بذلك الامر الى علاقة كبيرة ما بين أداء الزكاة والصحة النفسية لكل من يؤدي الزكاة ولمستحقيها.الزكاة نظام ديني خلقي لان أداءها دعامة من دعائم الدين، وهي ركن ركين للفقراء والمساكين وهذا هو المقصد الاول من اعطائها، والمقصد الثاني تقوية لإيمان ذوي الحاجة بالدين واعانتهم على طاعة الله عز وجل وتنفيذ أوامره، ولان الحق سبحانه وتعالى هو الذي فصل احكامها وبين مقاديرها وحدد مصارفها، وثالثا جاءت تحمل في طياتها تأليف القلوب وتأمين دعوة الحق سبحانه وتعالى في أرضه. وما هذا الدين إلا دين هداية ورحمة وشفاء لما في الصدور. ولو ادرك الناس حكمة وعظمة فوائد الزكاة واثارها على الصحة وبركتها على الاموال وواظب على تأديتها لطابت النفوس وائتلفت القلوب واستغنى بها الفقير والمسكين وتعلم الجاهل وتزوج الارمل وتربى اليتيم وعمرت المساجد واقيمت المستشفيات والمعاهد والكليات والجامعات ولم يبق في المجتمع لا سارق ولا مارق ولا طارق.وللزكاة اثر على الفرد حيث تعمل على الطهارة الجسدية والنفسية والمالية، وتؤدي الى تزكية الخالق سبحانه وتعالى للمؤمن، وتؤدي الى الهداية والتيسير والتسهيل، وهي وقاية وعلاج جسدي وروحي، وصحة نفسية تامة، وتغلق على الشياطين كافة السبل، وتدفع النقم وتزيد بالعمر، لا ينقص مال من صدقة، وتورث المحبة فيما بين المعطي والمحتاج، وتعمل على اقامة مجتمع متكافل، بالرفعة والمقام والدرجة العالية عند الله.*عضو الهيئة الاستشارية للمدينة الإلكترونية للدول العربية