16 سبتمبر 2025

تسجيل

هدى هدى

11 يونيو 2012

ذات يوم قال الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر وذلك عقب صدور أحد ألبوماته إن الساحة الفنية تغيرت فلم تعد مثل السابق وإن الجمهور أصبح يهتم بالأغاني الصاخبة والراقصة ولم تعد تستهويه الأغاني الطربية وهذا التوجه يشكل خطورة كبيرة على الأغنية الخليجية والعربية لأنه مع استمرار ذلك التوجه السائد لا أستبعد أن ينساق فنانونا الكبار خلف هذه الموجة وبالتالي نقضي على هويتنا أنني أطلب من القائمين على الأغنية العربية والخليجية إيقاف هذا الزحف ومحاسبة كل من يحاول تشويه الفن سواء فنانين أو شركات إنتاج أو قنوات إعلامية لأن المسؤولية تقع على الجميع. بدأت مقالي بهذه المقدمة على لسان أحد عمالقة الفن الخليجي العربي الفنان عبدالكريم عبدالقادر حيث صدق فيما قال وقد أحزنني جدا أن أرى رسائل عديدة انتشرت عبر البلاك بري قبل أيام تنتقد بقوة وبأسلوب ساخر الكليب الغنائي الجديد الذي جمع ثلاثة أصوات قطرية تعمقت طويلا في الغناء الجميل والأصيل والنابع من البيئة القطرية ورسمت تاريخا فنيا عابقا بالأصالة والثراث رغم ابتعادهم المؤقت عن الساحة إلا أنهم شكلوا عبر مشوارهم مدرسة في الغناء واللحن والأداء وانتقاء الكلمات والارتقاء بالذوق الفني وفجأة ماذا حدث؟ لا أدري ما الذي حدث أحزنني كثيرا أن أرى عمل الفنان الكبير علي عبدالستار بمشاركة الفنانين خالد سالم وأحمد عبدالرحيم يتعرض لهذه الموجة من الانتقادات والسخرية وهي أسماء تحدثت عنها كثيرا عبر مقالاتي وتحدثت عن البصمة المشرقة التي وضعتها على الساحة الغنائية في قطر والخليج ودعوتها مرارا للعودة من جديد ولا أدري كيف قرروا فجأة الدخول في هذه التجربة صحيح أن الفن بشكل عام أصبح في هبوط ولكن ليس هذا ما يريده الجمهور الآن فقد تغيرت عقلية المتلقي في زمن الثورات والتقلبات العديدة ولم يعد يبحث عن الإيقاع الراقص بل صار يبحث عمن ينتج فنا راقيا يلتصق بأحاسيس الناس ومشاعرهم نحن لسنا ضد التطور ولكننا هكذا لم نطور شيئا بل فرضنا أداء مستفزا غريبا ومشاهد دخيلة على البيئة ومضادة لها حركات وإيماءات وكلمات متهافتة ليس لها معنى ولا هدف كل شيء في هذا العمل لا يتناسب مع البيئة والمزاج العام ترى كيف لو عدنا إلى زمنكم الجميل زمن الفن الأصيل والأغنية الأصيلة واللحن الرائع الذي استساغته الأذن العربية وتذكرنا الإيقاع المميز الذي ارتبط بالثقافة والهوية والإبداع الإنساني الذي ينبع من البيئة المحلية. عفوا وسامحوني أقولها للثلاثي الذي شاهدناه في هذا الكليب لست هنا متخصصة كي أحكم على العمل بالنجاح أو الفشل ولكن حديثي هذا جاء كتعقيب على ردود الفعل التي قرأتها أما بالنسبة للعمل فإذا فشل فالأسباب واضحة وأما إذا نجح وتألق فهذا يعود لأسمائكم الكبيرة والمميزة على الساحة القطرية ولمشوار عطائكم الجميل الذي لم ولن ننساه رغم غيابكم ولأصواتكم التي مازالت الذاكرة المثقلة بالجراح تحفظها وتدندن معها كلما صدحت عبر الأثير بأغنياتكم القادمة من الزمن الجميل.