16 سبتمبر 2025
تسجيلعرفت رجل الأعمال المعروف طالب الخوري من خلال سمعته الطيبة بين أهل قطر خلال العقود الماضية.. ولم يكن مشتهرا في أعمال التجارة فقط بل كان محبوبا من قبل الكثير وبخاصة من بسطاء الناس الذين كان يمد إليهم يد الخير ومساعدتهم بل ان مجلسه كان مفتوحا للجميع لتناول الغداء بشكل يومي كما هو معروف عنه. سيرة حافلة بالعطاء: طالب محمد طالب الخوري (1938 - 2020) الذي فقدناه قبل أيام يعد من رموز وأعلام التجارة المعدودين في قطر.. وقد كون ثروة كبيرة خلال عمله في الأعمال الحرة على مدى فترات طويلة.. ويعرف عنه – رحمه الله – انه كان محبا للعمل الخيري والإنساني واغاثة الملهوف في نفس الوقت وهذا طبعه الذي اشتهر به كما يذكر أقرباؤه وأصدقاؤه.. وإذا تحدثنا عن سيرته الذاتية فإنه من مواليد الدوحة حوالي عام 1938 م.. وعاش في كنف والده الذي مات عنه صغيرا وارتبط كثيرا بالسيد محمد عبدالله الخوري المشهور باسم ( راعي دلما ) المتوفى في ستينيات القرن الماضي (1967 / 1968).. وقد درس طالبا في البداية بمدارس الكتاتيب ثم واصل تعليمه في المدارس الليلية.. ورافقه في هذه الفترة العديد من اصدقائه الذين عاشروه في دراسته حتى سنوات عمله في تجارته وما تلى ذلك من فترة انتعاش اقتصادي فيما بعد وخاصة في الستينيات والسبعينيات بشكل خاص.. كما درس معه من أبناء جيله: أحمد بن خليفة السويدي واحمد محمد السبيعي وغيرهما الكثير.. وكان يقرأ ويكتب بشكل جيد كما كان قارئا للقرآن الكريم باستمرار كما يذكر عنه. أما إخوته: فله أربعة من الاخوة هم: حسن – عبدالله – عبدالقادر – عبدالرحمن.. وله من الشقيقات (فاطمة وزينب).. وله (6) من البنات.. بجانب ثلاثة أبناء هم: محمد – علي – أحمد. وبالنسبة لمعيشته فقد سكن منطقة ( الدوحة الجديدة ) ثم ( المنتزه ) حتى وفاته عليه رحمة الله. ممارسته التجارة: دخل في العديد من المشاريع التجارية والأعمال الحرة في حياته وواجه بعض الصعوبات والتحديات في بداية حياته ورغم ذلك نجح في مواجهتها حتى أصبح من التجار المعروفين الذين بنوا أنفسهم بأنفسهم دون الاعتماد على أحد.. وقد بدا ذلك منذ صغره حيث عمل في تجارة المواد والسلع الغذائية ثم في مجال النقليات (النقل للحكومة) وبعدها عمل في مجال العقار والمقاولات وكذلك في المعدات الثقيلة (مثل الشياول ونحوها).. وقد دخل في العديد من الشراكات مع بعض التجار في تلك الفترة وكانت تربطه بهم علاقة امتدت لسنوات طويلة حتى رحيله. الاستثمار في الإنتاج الزراعي: كان للفقيد أحد المشروعات الاستثمارية الزراعية الكبيرة حيث عمل على اقتناء مزرعة خاصة به عرفت باسمه " مزرعة طالب الخوري " وتقع في منطقة رشيدة وتم تأسيسها في عام 1976 م.. وتحتوي على العديد من المنتجات الزراعية بجانب الإنتاج الحيواني الوفير.. وهي اليوم من أكبر المزارع المنتجة على مستوى دولة قطر بفضل الرعاية التي أولاها الفقيد منذ عقود وحتى اليوم.. وقد تم التعريف بالمزرعة وإنتاجها ونشاطاتها في مقابلة مع أحد أبناء الفقيد طالب الخوري في قناة الريان الفضائية قبل سنوات. أبرز أصدقائه: يذكر المقربون منه بأنه كان مرتبطا بالكثير من الشيوخ والتجار وأعيان قطر الذين صاحبهم طوال مشوار عمره مثل: شيوخ الأحمد: ناصر بن فالح وناصر بن خالد وجبر بن أحمد وأحمد بن علي وغيرهم – الشيخ سحيم بن حمد ال ثاني – الشيخ عبدالرحمن بن حمد ال ثاني - الشيخ خالد بن حمد ال ثاني – مساعد سالم المهندي – جبر سلطان طوار الكواري – سلطان ناصر طوار الكواري – خليفة ناصر طوار الكواري – مبارك الدليمي – سعود الدليمي – فهد غراب المري – عبدالله وجاسم الدرويش – عبدالله عبدالغني واخوانه – احمد محمد سرور أبو سيول – علي بن يوسف الخاطر – عبدالرحمن مفتاح المفتاح – غانم سلطان الهديفي – عبدالقادر الأحمد.. وغيرهم كثير. أعماله الخيرية: عرف عن السيد طالب الخوري تعلقه بالعمل الإنساني وحب الخير وقد ساهم في بناء الكثير من المساجد ودور تحفيظ القرآن الكريم بجانب بناء المدارس الإسلامية كما عرف عنه أيضا تقديم المساعدات السنوية للفقراء والمحتاجين خلال شهر رمضان الكريم وغير رمضان.. وكان يفرش الحوش " فناء البيت " شخصيا في منزله لتناول الإفطار الرمضاني في كل عام للعمال والفقراء. مرضه ووفاته: أصبح الفقيد يعاني من مرض ألم به قبل أربع سنوات وسافر للعلاج إلى بعض الدول مثل تايلند وبريطانيا وألمانيا.. ولكن قدر الله كان أسرع حيث توفي في مايو 2020 م بالدوحة ودفن بمقبرة مسيمير عن عمر ناهز 82 سنة. رثاء الفقيد: كتب الشاعر محمد بن سالم النابت المري في رثاء الفقيد طالب الخوري: مرحوم يا من له مع أهل الوطن شان من طيب نياته ومن طيب ذاته من الرعيل الأول اكرام وإحسان ويحفظ له التاريخ طيّب صفاته طالب بن محمد وللعز عنوان الخوري اللي عندنا ذكرياته جعل الجنان اللي لهل اشكال والوان منصاه من فضل الله او من هباته ولا مات من خلّف على الطولة انسان يمشي على خطوات ابوه ووصاته عسى الوفاة اخر محطات الاخوان وجعل العوض في عياله وفي بناته رجل النخوة والكرم: يقول عنه أحد أقاربه وهو السيد أحمد محمد عبدالله الخوري: لابد لنا أن نحزن على فراق رجل النخوة والجود والكرم وصاحب المواقف النبيلة والهمة العالية.. رحمك الله يا أخي الحبيب منذ السبعينيات وحتى رحيلك منذ وجودك في " الدوحة الجديدة والمنتزه "، وكنا نغبطه في حسن خلقه وإنفاقه وصنائع المعروف التي قدمها للقريب والبعيد.. كما كان من عمار المساجد.. والرجل الجواد في شهر رمضان وغير رمضان.. وطيب النفس.. وحسن العشرة، يألف ويؤلف.. أحببناه في الله وكان رجل المهمات والملمات.. وكان - غفر الله له - يتفقدنا على الدوام ويسأل عن أحوالنا.. ومهما أحصينا مناقبه فهي كثيرة وكبيرة.. رحمك الله يا أعز وأغلى الجيران.. اللهم اغفر للكريم وسيد السخاء طالب الخوري – أبو محمد – وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة واجمعنا به في جنات عدن آمين يا رب العالمين. كلمة أخيرة: رحم الله الكريم طالب الخوري.. وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون. [email protected]