19 سبتمبر 2025

تسجيل

إنها بدر

11 مايو 2020

معركة بدر ليست حدث وانتهت وقائعها، لا إنها من المعالم الخالدة في التاريخ الإسلامي والعالمي كذلك، وهي منار وطريق ترسم الملامح الحية لحركة الحياة لكل من يريد العزة والكرامة والحياة الطيبة والنهضة الحقيقية في كل مساحات الحياة، وفيها كذلك من القيم ومعالي الأمور منها ما هو للفرد وللمجتمع، ومنها ما هو للأمة، ومنها ما هو للحاكم والمحكوم، وللقائد ومن يسير معه في طريق العزة بالمنهج الخالد من كتاب وسنة، والعمل لهذا الدين، والصبر والمصابرة على تكاليف الحياة، والسير إلى مواقع التمكين والتأييد، وصناعة الرجال والنساء، وصناعة الشباب والفتيات، كل هذا تجده في مدرسة بدر، والناظر بتأمل في كل ما وقع فيها من أحداث وكلمات الخالدة ناهضة ومازالت حية إلى ان يرث الأرض ومن عليها، والتي أتت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تفاعل الصحابة الحي رضي الله عنهم معها قبل وأثناء وبعد انتهاء المعركة، فمنها:- قال صلى الله عليه وسلم "سيروا وأبشروا، فإن الله وعدني إحدى الطائفتين، وإني قد رأيت مصارع القوم". " أشيروا عليّ أيها الناس". "ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون". " إنا لصُبر في الحرب، صدقٌ في اللقاء، لعلً الله يُريك منا ما تقرّ به عينيك، فسر على بركة الله". " اللهم إن تهلك هذه الفئة لا تُعبد". " اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض". " يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك،فإنه سيُنجز لك ما وعدك". "لو كان غير الجنة آثرتك به". "إني أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني، ويردني وأنا أحب الخروج لعل الله أن يرزقني الشهادة". "لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذٍ بأساً". "قم يا حمزة، قم يا علي، قم يا عبيدة بن الحارث". "لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة". "أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟". "يا رسول الله ما تكلّم من أجساد لا أرواح فيها". "والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم". "وما يدريك يا عمر! لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اصنعوا ما شئتم فقد غفرت لكم". يا الله.. كم من معنى في مدرسة بدر!. وكم من حياة متجددة ترسمها معركة بدر لنا في حاضرنا ومستقبلنا!. وكم فيها من القدرة على هزيمة النفس قبل هزيمة العدو!. وكم فيها من القوة، فتقول لنا أن القوة ليست بكثرة العدد والعتاد، وإنما باستيفاء معالم التمكين والنصر والتأييد من الله سبحانه وتعالى والارتباط الحقيقي بالقوي العزيز!. وكم فيها من الثوابت والمبادئ والهوية الواضحة والانتماء الحقيقي الصادق، من اول يوم، فهي معركة مبادئ وثوابت وقيم، لا مصالح وانبطاح وتطبيع مع العدو، ورويبضة تخون وتبيع كل شيء حتى دينها ومقدساتها. وما كانت بدراً يوماً من الأيام مدرسة من المثاليات ولا أحلام نائم، وإنما هي مدرسة حية ومتميزة مع أحداثها ووقائعها لحظة بلحظة، إنها يوم الفرقان!.. "ومضة" " كانت غزوة بدر بدراً في تاريخ الفتوحات العسكرية، تألق نجمها بدروسها وعبرها"، وبقيمها والثوابت والمبادئ التي تحملها وما زالت. فدروسها لا تنتهي...! فصلى الله وسلم على قائد بدر، ورضي الله عن رجال غزوة بدر وجمعنا بهم يارب... إنها بدر!. [email protected]