17 سبتمبر 2025

تسجيل

دير ياسين اليمن

11 مايو 2015

عندما نتذكر مجازر دير ياسين وعصابات الهاجانا وأشتورن ومجازر قانا وغيرها، ونشاهد ما يجري لأهلنا في عدن وما حواليها وما يجري بتعز والحديدة وصنعاء وهمدان وغيرها على يد عصابات إيران المسماة بالحوثية على يد الحرس الجمهوري كان التعجب كثيراً، فهذه العصابات تاريخها أسود منذ دخول الهادي إلى اليمن وهو من أصل إيراني في منطقة اسمها رس في إيران وهرب إلى المدينة وسمى الجبل بجوارها الرس وهو غير الرس في القصيم. ثم جاء اليمن ومعه عدد من الطبريين من طبرستان وسفك الدماء واستباح الأموال والأعراض وهو تاريخ أسود ولحقه أحفاده من بعده كعبد الله ابن حمزة الذي أباد القرى والأشجار والثمار ولم يرحم طفلاً ولا شيخا مسنا، وادعى هؤلاء أنهم من آل البيت مستغلين جهل الناس واستمروا يحكمون باسم الحق الإلهي كذباً وزوراً وظلماً. فكم من مدن وقرى تعرضت لهجمات هذه العصابات الإجرامية، والتي استطاعت أن تلتحق بالأحزاب وتلعب على كل التناقضات واستغلت النسب الشريف كذباً وزوراً حاشى لآل البيت أن يكونوا كذلك وهم الذين طهرهم الله من الظلم والعدوان. واستمر هؤلاء يعدون وفق مخططات مع إيران وحزب الله نيابة عن إسرائيل، فهم يقتلون ويسفكون. ما يجري في عدن يتنافى مع أبسط معاني قواعد الأخلاق والإنسانية فضلاً عن المبادئ التي جاء بها الإسلام. إنها أكبر مجازر التاريخ مثلما يجري في العراق وسوريا. يا للهول في زمن يتحدث الناس فيه عن الحضارة وحقوق الإنسان وتصمت المنظمات الدولية والغربية عن هذا الذي يجري وتتفرج وتطالب بضبط النفس والسلام، وكأن هذه الأنهار من الدماء والمجازر الإنسانية لا تساوي شيئاً لسبب واحد وهو أن هؤلاء يقدمون نيابة عن إسرائيل في قتل وتدمير الأمة وتفريقها وتمزيقها باسم الطائفية والعرقية وتدمير بنيتها التحتية وقدراتها الاقتصادية. لاشك أن ما يراه الإنسان يدمي القلب حتى المدنيين الهاربين لم يسلموا من مدافعهم من الأسلحة التي أخذوها من أموال الشعب المسكين المحروم أو من أموال العراق التي نهبتها إيران لتنفذ بها أجندتها.. لا شك أن هذه الأحداث التي يصمت عليها الكثير دون أي مسؤولية سوى مواقف المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون التي تعبت لإنقاذ اليمن وأهلها رغم الحملات المغرضة المزورة والتي تتسم بالخداع والكذب. فما يقوم به الحوثيون وقوات المخلوع المحسوبة عليهم أعمال إنسانية وخدما؟ فذلك أمر لا يقبله عاقل وعلى أهل اليمن أن يدركوا أنه لولا عاصفة الحزم لأصبح اليمن كله في حال أسوأ مما نتوقع. وهي لتحرير اليمن لأن إخواننا أهل دول مجلس التعاون يعرفون أنهم مستهدفون ولا يمكن أن يقفوا مكتوفي الأيدي عما يجري وأن المنطقة كلها مهددة، وحرصت القيادات اليمنية بمختلف أطيافها والأحزاب لحقن الدماء ولكن كان ذلك على حساب المواطنين واستغل هؤلاء ضعف الناس ورغبتهم في الحوار، وهؤلاء الحوار عندهم أن يخضع الناس لهم ويقبلوا أيديهم وأرجلهم ويتحولوا عبيداً لهم.آن الأوان لأبناء اليمن بمختلف آرائهم وتوجهاتهم بأن يتحدوا أولاً لأن الوطن والقتلى والمدنيين أمانة بأعناق الجميع ولا يجوز الإقصاء والتفرقة ويجب التكاتف والتحالف لتحرير الوطن وإنقاذه والقضاء على هذه العصابات. كما يجب أن يعمل كل في مجاله الثقافي والإعلامي والسياسي والديني لتوعية الناس وتحصينهم، كما يجب دعم المقاومة الشعبية وكذلك يجب توثيق الجرائم بحق الإنسانية التي تتنافى مع قوانين وأنظمة حقوق الإنسان فضلاً عن حق المسلم على المسلم مثل الاعتداء على البيوت وانتهاك الأعراض. ولذا فإن السكوت على تقديم هؤلاء للمحاكمة لا يجوز، يجب الآن الإعداد لقوة وجيش وطني ولاؤه للدولة ويجب إصلاح الأمن وكذلك التنمية الذاتية ومراجعة الأخطاء كقضايا التعليم ومحاربة الأمية لأن الجهل هو سبب المصائب. يجب نشر التعليم والثقافة الصحيحة وتصحيح الثقافة الدينية البعيدة عن استخدام الدين لأغراض طائفية إسلامية.اليمن اليوم بحاجة إلى تقييم شامل لما يجري وما جرى سابقاً. وأن وحدته لا تقوم باتفاق أوراق أو قرارات أحزاب وقادة يقررون مستقبله ويلغوا ذلك عند تنازعهم. لابد من ثقافة ووحدة فكر وسلوك وإخوة تقوم على المبادئ. واليمن اليوم على باب تحديد مستقبله بعد هذه المجازر والكارثة والحرب التي مكنت أعداء الأمة من تدميره وإدخاله في دوامة وأزمة. لذا يجب القضاء على عوامل هذه الحرب. ومن ذلك أن يتنازل الجميع لمصلحة الوطن والأجيال من خلال أن يفكروا جيداً بمعاناة مواطنيهم بوضع آلية يتم الاتفاق عليها ومن ذلك أن اليمن سوف يخرج من الحرب بخسائر كبيرة، وهناك فرصة ليصبح عضواً بمجلس التعاون الخليجي ويتم إعادة بنائه ، ولذا لا بد من القضاء على الأسلحة وجعلها بيد جيش وطني فيجب إعادة هيكلة الجيش وتثقيفه وكذلك الأمن وعدم جعلهم يوالون أشخاصا بل الوطن فقط وسحب الأسلحة من جميع الميليشيات ومحاربة تجارة الأسلحة والاستفادة من دول ذات خبرة في هذا البرنامج، وكذلك شجرة القات والقضاء عليها وتجارة المخدرات، وإعداد برنامج للتنمية الذاتية بالتعاون مع البنك الإسلامي وصناديق التنمية وبرامج الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، يجب أن نبدأ من الآن هذه الدراسات، والنظر إلى الجوانب السلبية، والتوقيع على ميثاق شرف في محاربة الطائفية والعنصرية. كما يجب مناقشة آلية تأهيل اليمن ليقوم بدوره الوطني، ومسؤولية دول مجلس التعاون كبيرة في هذا الإطار، فاليمن بوابة مجلس التعاون ولابد من إعادة النظر في السياسة السابقة ودراسة منهج إيران في اليمن ثم المخططات التي تستغل جوانب الضعف، وعدم حصر إعادة الأمل والبناء في القضايا الآنية وإنما تأهيل اليمن ثقافياً وفكرياً وتنموياً وعسكرياً وأمنياً وفتح الجامعات وتأهيل العملة اليمنية وحماية موانئه وتأهيل الحدود البحرية والثروة السمكية والمشاريع الاستثمارية. كما أن مجالس للخبراء والمختصين سيكون لها أثر كبير، لأن مثل هذه المجالس ستقوم بدور كبير ويتم الاستفادة منها.ويجب أن يكون تعاون خليجي وعربي مع اليمن في إعادة بسط نفوذ الدول اليمنية لأهمية ذلك، وعدم التهاون والتنازل للميليشيات والجماعات الإرهابية ومن يقف وراءها، والتخلص من هذا الميكروب والبكتيريا التي لو بقيت لازدادت وعادت.مجزرة دير ياسين اليوم تحتاج منك ذلك فهي تبين وجه التشابه بين إسرائيل وإيران التي تقوم بالحرب بالوكالة عن إسرائيل في سوريا والعراق واليمن وليخرس وليصمت المخدوعون بشعارات الزيف للمسؤولين الإيرانيين وغيرهم، ولن يحل مشاكل المنطقة إلا أهلها، وآن الأوان لأن يستيقظ الجميع للخروج من بحار الدماء والظلم والقهر الذي حل عليها من أعدائها. ولذا فإن الحكومة اليمنية الحالية تقف أمام تحد كبير وهي تواجه أكبر مسؤولية وطنية وعليها أن تمد يدها للجميع من المخلصين وتطرق كل الأبواب، وتستفيد من كل المخلصين وتقدم لوطنها سفينة الجناة وتبطل كل الشعوذات والتهريج الذي يعيق بناء يمن جديد. وجرى الله إخواننا العرب خيراً على مواقفهم وبالأخص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ودول مجلس التعاون الذين لـن ننسى لهم هـذا الـموقف الشجـاع أمام العدوان الإيراني.