15 سبتمبر 2025
تسجيلبالفعل هي محطة الإبداع الأخيرة في عالمنا العربي فعلى بعد أكثر من ثلاثين عاما لم نشهد حتى الآن عملا يواكب الروعة والجمال والسحر الذي وجدناه في افتح ياسمسم مَنْ لا يتذكّر... «افتح يا سمسم»؟! ذلك الهتاف الجماعي في شارة البرنامج: «افتح يا سمسم أبوابك نحن الأطفال» وكيف كانت قلوبنا نحن الكبار قبل الصغار تخفق وتبتهج لموعدها وموعدنا اليومي مع شخصياته التي طبعت ملامحها في ذاكرتنا للأبد أنيس وبدر ونعمان وملسون وعبلة والضفدع كامل وهشام وعبدالله وغيرها من الشخصيات الكثير؟!صحيح أن البرنامج أمريكي الأصل قُدِّم في العام 1969 من إنتاج شركة في نيويورك، بيد أن النسخة العربية التي أنتجتها مؤسسة البرامج المشتركة لدول الخليج العربي، وأُنجز الجزء الأول منه بعد عشر سنوات 1979، فصوُرت المشاهد الداخلية في الكويت، فيما الخارجية منها في عدد من الدول العربية والعالم... هذه النسخة بدت لمشاهديها عربية تماماً، بسبب إخلاص طاقم العمل كله من الفنانين العرب، ومهارتهم العالية في الدمج الخلاّق بين ما هو للتعليم وما هو للتسلية والترفيه، وإضاءة ما يتعلّق بالجانب التربوي والنفسي للطفل العربي، وذلك كله في قالب لم نشهد له مثيلاً على امتداد السنوات التي مرت حتى اليوم نعم لا أبالغ إن قلت لم نشهد له مثيلا فمختلف الأعمال والبرامج والمسلسلات، على تنوّعها وغزارتها، التي أُنتجت خلال ما يزيد عن ربع قرن لم ترتقِ، أو بتعبير أدق: لم تتمكن من حيازة النجاح والمكانة والأثر التي كانت لبرنامج «افتح يا سمسم». لكأن الجهود التي بُذلت في هذا البرنامج لم تتوفر ولو لجزء من الثانية في بقية البرامج على اختلاف تنوعها وتوجهاتها وإمكانياتها الضخمة لا من ناحية الشخصيات ولا الأفكار ولا الأسلوب ولا اللغة ولا الهدف ولا التنوع أي أثر ذلك الذي رسمه هذا البرنامج في قلوبنا وأذهاننا في حين فشلت البرامج الأخرى والأعمال وحتى القنوات التي تتوجه للطفل بصفة خاصة، يُفترض أن هذا البرنامج ساهم في تراكم الخبرة العربية لإنتاج برامج أطفال، ويُفترض أنه قدّم أنموذجاً في غاية النجاح يمكن الإفادة منه والتأسيس عليه للمضي خطوات أبعد وأعمق وأجمل. ويُفترض بأن مرور الزمن هو عامل مساعد لإنتاج الأفضل، في حين شهدنا عملياً تراجعاً واضحا سواء من حيث الأفكار أو الأداء أو التقنيات أو الأثر الباقي في المتلقي! هذا التراجع غير مفهوم، بل سلسلة التراجعات بل والانهيارات الحاصلة على صعيد المسرح والسينما والغناء وبرامج الفضائيات وغيرها من أحوال ونتاجات متردية دخلت، في مجملها، سوق الاستهلاك للأسف حيث فقدنا الإنسان والرسالة الإنسانية في العمل الإعلامي الموجه للطفل وأصبحنا في عربة تتدحرج من الأعلى نحو الهاوية.