18 سبتمبر 2025

تسجيل

لا صوت يعلو فوق صوت الثورة

11 مايو 2011

ما حدث مؤخراً في القاهرة بين المسيحيين والمسلمين في إمبابة بالقاهرة التي سقط خلالها حوالي عشرين قتيلاً و250 جريحاً ما بين مسلم ومسيحي حذر منها وقبل أن تحدث أغلب الشباب المصريين ومنهم زميلي إبراهيم الفولي المذيع السابق بإذاعة قطر عندما التقيته بالقاهرة قبل اندلاع هذه الاشتباكات بثلاثة أيام حيث أشار ونحن في طريقنا إلى ضريح قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر لقراءة الفاتحة على روحه أشار الزميل بيديه ونحن في الطريق إلى مسجد النور بالعباسية وإلى كاتدرائية المرقسية بالمنطقة ذاتها وقال هناك خطر قادم على الثورة من هنا لأن فلول النظام السابق ستحاول إذكاء الفتنة بين المسلمين والمسيحيين من هنا لأن هذا الموقع هو المرشح لمثل هذه الفتنة. وبالأمس صدق ما توقعه زميلي إبراهيم وحدثت الفتنة ولكن هذه الفتنة والحمد لله تم إخمادها الآن لكنها لم تنطفئ بعد وهذا يعني أن شباب الثورة وجيشها وحراسها يجب أن ينتبهوا إلى خطرها وأن يضربوا بيد من حديد على كل من تسول له نفسه من فلول النظام السابق أو من تضرر من هذه الثورة من صهاينة أو عملاء أو خونة وألا ترحم هؤلاء لأن أمن المواطن والوطن فوق الجميع وأن نجاح الثورة مطلب للجميع. فالثورة المصرية نجحت نجاحاً باهراً بقدرة شباب الثورة وشعب مصر العظيم وأعطت للعالم درساً في كيفية ممارسة الحقوق الديمقراطية وكيفية الوصول إلى هذه الديمقراطية بالأساليب السلمية الحضارية وهذا ما حققته هذه الثورة المباركة. ولا شك أن نجاح هذه الثورة أغاظ وأزعج بل وأفزع وأخاف وأرعب النظام السابق ورموزه خاصة بعد أن بدأت الثورة في محاسبة رموز هذا النظام ومحاكمتهم ووضعهم خلف القضبان لنيل جزائهم وعقابهم على الفساد والجرائم التي ارتكبوها بحق شعب مصر وهذا يدفع هؤلاء لإفشال مسيرة الثورة ووضع العراقيل والأشواك في طريقها خاصة وأنها لا تزال وليدة وغضة الطرف لكنها رغم ذلك تبقى أقوى من هؤلاء المفسدين والانتهازيين ومصاصي دماء الشعب المصري يضاف إلى هؤلاء بعض الرموز التي طبعت مع العدو الصهيوني وحاولت بكل ما تستطيع بث روح الهزيمة والاستسلام في صفوف الشعب المصري والتطبيع مع العدو وهؤلاء حالهم حال النظام السابق الذي كان حليفاً للعدو الصهيوني في حصاره لقطاع غزة ومنع المقاومة من القيام بدورها التحرري. كل هذه الرموز لن يهدأ لها بال ولن تسكن أو تهدأ وستظل تحاول إجهاض الثورة وعرقلة مسيرتها المباركة لأنها فقدت مصالحها بل وإن حياة البعض منهم معرضة للموت والإعدام وهذا كان ليدفعها إلى الهجوم المضاد على الثورة ولا شك أن شباب الثورة والمجلس العسكري الانتقالي يدرك هذه الحقائق تماماً ويعرف جيداً مخططات هؤلاء لهذا، فالخطوة التي قام بها هذا المجلس باعتقال رموز هذه الفتنة وتقديمهم للمحاكمة خطوة تؤكد سلامة الثورة وقطع اليد التي تحاول النيل منها ولابد أن نرفع هذا اليوم شعار "لا صوت يعلو فوق صوت الثورة".