12 سبتمبر 2025

تسجيل

ليتني... أكون «جوال» !!

11 أبريل 2019

طلبت المعلمة من تلاميذها في المدرسة الابتدائية أن يكتبوا موضوعاً يطلبون فيه من الله أن يعطيهم ما يتمنون، وبعد عودتها إلى المنزل جلست تقرأ ما كتب التلاميذ فأثار أحد المواضيع عاطفتها فأجهشت في البكاء. وصادف ذلك دخول زوجها البيت، فسألها: ما الذي يبكيك؟ فقالت: موضوع التعبير الذي كتبه أحد التلاميذ. فسألها: وماذا كتب؟ فقالت له: خذ اقرأ موضوعه بنفسك! فأخذ يقرأ: إلهي، أسألك هذا المساء طلباً خاصاً جداً وهو أن تجعلني (جوال) !!! فأنا أريد أن أحل محله ! أريد أن أحتل مكاناً خاصاً في البيت ! وأصبح مركز اهتمامهم فيسمعونني دون مقاطعة أو توجيه أسئلة أريد أن أحظى بالعناية التي يحظى بها حتى وهو لا يعمل ! أريد أن أكون بصحبة أبي عندما يصل إلى البيت من العمل حتى وهو مرهق، وأريد من أمي أن تجلس بصحبتي حتى وهي منزعجة أو حزينة، وأريد من إخوتي وأخواتي أن يتخاصموا ليختار كل منهم صحبتي. أريد أن أشعر بأن أسرتي تترك كل شيء جانباً لتقضي وقتها معي ! وأخيراً وليس آخراً، أريد منك يا إلهي أن تقدرني على إسعادهم والترفيه عنهم جميعاً. يا رب إني لا أطلب منك الكثير أريد فقط أن أعيش مثل أي جوال.!! انتهى الزوج من قراءة موضوع التلميذ وقال: يا إلهي، إنه فعلاً طفل مسكين، ما أسوأ أبويه !! فبكت المعلمة مرة أُخرى وقالت: إنه الموضوع الذي كتبه ولدنا... تذكرت حينها قصة ذاك البروفيسور الإنجليزي الذي لم يدخل( النت) بيته ولما سئل عن السبب قال: لأنه يفرض علينا رأيه ولا يسمح لنا بمناقشته، وينغص علينا حياتنا العائلية !! ◄ خاطرة: أصبحت التقنيات الحديثة وتكنولوجيا المعلومات تسرقنا من أهلنا، أطفالنا، وحتى أنفسنا تسرق مشاعرنا وعواطفنا وأعمارنا ووقتنا، ورسالة الطفل هي بمثابة جرس إنذار للوالدين لإعادة ترتيب أولويات حياتهم، وتخصيص المزيد من الوقت للعائلة بعيداَ عن الجوال. [email protected]