18 سبتمبر 2025

تسجيل

نماذج 1

11 أبريل 2018

أعود سنوات وسنوات إلى الوراء، في المرحلة الابتدائية والإعدادية كنا نمارس لعبة كرة القدم في الفرجان، لم يكن هنا مدرب.. وفيما بعد ظهر المرحوم سعد دبيبة في المدرسة الابتدائية، بجانب الأستاذ عمر الخطيب أطال الله عمره، إلى جانب عدد آخر من مدرسي مادة الرياضة، مثل الأستاذ جمال ومحمد ذياب وغيرهم، في الحي كان صديقاً لنا لا يملك موهبة ممارسة الرياضة، ولكن كان يملك حذاءً ثميناً، في تلك الفترة، كان أشهر اللاعبين في قطر يمارسون اللعبة بأحذية رخيصة نسبياً، والذي يرتدي حذاء من صنع أشرف في سوق واقف، فهذا بلاشك قد اجتاز مرحلة أخرى من الثراء كان ثمن الحذاء ثلاثين روبية، ولكن ما مناسبة طرح هذا الموضوع، أولاً هناك كاتب من أبناء هذا الوطن، صاحب قلم رائع وفكر متقد اسمه عبدالعزيز الخاطر، كثيراً ما ينبش في ذاكرتنا حول تلك الحقبة، وثانياً، تذكرت ذاك الصديق، صديق الطفولة والبراءة كيف كان يمدنا بالكور.. ويحضر إلى الساحات المليئة بالفناصيص وهو في كامل زيه الرياضي.. الحذاء والأنكل والاكب.. والكرة أم بوز.. وما يشغله أن يكون اسم الفريق تحت إمرته، وما أعجب الأسماء الأسد الهصور.. دون أن نعرف معنى "الهصور" والنمر الأرقط.. ونختار أسماء تحمل دلالات الفتوه والشجاعة.. مثل النسور والصقور.. كان ذاك الصديق لا يملك الموهبة ولكن جيبه عامر دائماً.. وهذا ما يجعلنا نختاره رئيساً للفريق وهو لا يلعب، ولكن يحضر إلى الساحة بكامل ملابسه وكأنه محارب رومانسي سوف يواجه الأعداء، بل كان يحضر لنا كيساً مليئاً بالبرتقال.. أو يشتري صورة للزعيم جمال عبدالناصر، أو الشيخ المرحوم علي بن عبدالله آل ثاني أو صورة تضم صورة المغفور له الشيخ علي مع الملك سعود لتقديمها للفائزين، أقول ذاك الصديق الذي لم يمارس الرياضة وبخاصة كرة القدم نموذج إنساني، يعتقد أنه يشبع غروره الذاتي، أما نحن فقد كنا نحصد ما نريد.. هل كان ذاك الصديق على وعي بألاعيبنا مثلاً؟ أم كان يمارس علينا دور المتغابي! طبعاً هذا جزء من سطور سجلت من الماضي في الذاكرة.. وهناك حلقات تتوالى من الذاكرة.