19 سبتمبر 2025

تسجيل

لا تُهن كرامتك!

11 أبريل 2016

في الحديث الشريف "إِذا سألت فاسأل الله، وإِذا استعَنت فاستعن بـالله"، نجد الكثير مما يغيب عن الذهن، خاصة وقت الرغبة لقضاء حاجات ومصالح دنيوية عديدة.. فكثيرون منا في تلكم الأوقات تجده يتفحص ويبحث في ذاكرته عن أسماء بعض المعارف أو معارف المعارف، أصحاب الشأن والجاه والسلطة والنفوذ، لأجل التوسط في تمرير مصالح وحاجات معينة، وينسى للحظات أن الذي بيده مقاليد السموات والأرض، هو الله!اعلم أنك حين تسأل وتطلب أحدًا لقضاء حاجة لك، فأنت حينها تكون في خانة الضعف مهما تكن قويًا في مالك أو جاهك أو غيرها من حالات القوة الدنيوية، فيما يكون الذي تطلبه في خانة القوة، فهكذا الأمور المنطقية تسير.اعلم كذلك ومع شيء من التأمل العميق، أن الله خلقك كريمًا عزيزًا لا يرضى لك الذل والخضوع لأحد، حتى في مسائل الحاجات والرغبات.. ومن هنا جاء الحديث الشريف يحثنا إن سألنا حاجة فليكن سؤالنا لله، وإذا طلبنا عونًا فلنطلبه من الله وهكذا.. ففي ذلك حفظ للكرامة الإنسانية وفي الوقت ذاته إجلال منك لله عز وجل، الذي غيره ولا شريك له، يستحق أن يكون هو المسؤول أو تُرفع الحاجات والمسائل إليه.حتى تتمكن إذن من أمر ما ويتحقق وتُنجز، فلابد أن تؤمن إيمانًا راسخًا ويقينًا تامًا أن الله هو من سيحققه لك إن استعنت به، وليس شرطًا ها هنا أن تكون الاستعانة على شكل دعاء أو صلاة، وإن كانت محببة بالطبع مرغوبة ومحمودة، ولكن يكفيك أن توجهك لله، يعزز ويدعم ذاك الإيمان الخفي الموجود في أعماقك بأن الأمور كلها بيد الله.. فلو أراد لك النجاح وأنت مؤمن به سبحانه أنه سيحقق لك ذلك، فسيكون ذلك واقعًا لا محالة، طالما أنك تتخذ الأسباب والطرق الصحيحة والسليمة ضمن إطار الاستعانة بـالله.. فاحفظ إذن كرامتك، ولتكن دومًا مع الله ليكن الله معك.