14 سبتمبر 2025

تسجيل

كفاية كلام .. سلّحوا غزة

11 أبريل 2011

عادت إسرائيل المجرمة تنتهز ثورة الشعوب المقهورة في وجه جلاديها، فراحت تحرق غزة من جديد، ورغم الألم وكل الأوجاع فشلت القبة الحديدية، عفواً، (القبة الكرتونية) الإسرائيلية في صد مطر صواريخ المقاومة الذي انهمر على إسرائيل داحرا أكذوبة القبة التي لا تقهر، التي لم تنجح إلا في صد ثمانية صواريخ من أصل مائة وخمسين، فشلت البطارية الأعجوبة التي روجت لها إسرائيل في محاولة مستميتة لإرهاب المقاومة، فإذ بها "البطارية خايبة" وإذ بأكثر من مليون مستوطن يركضون كالجرذان المذعورة إلى مخابئهم وقد انهالت عليهم الصواريخ (العبثية) لتحقق إصابات مباشرة! ثمانية عشر شهيداً، وأكثر من ستين جريحا حصيلة القصف الإسرائيلي الوحشي على غزة حتى كتابة هذا المقال، ويبدو أن إسرائيل تحقق هدفين بالقصف، الانتقام من اجتراء المقاومة على الرد بصواريخها، واختبار ردة فعل النظام المصري الجديد بعد أن مضى صديقها المطيع مبارك الذي طالما أغمض عينيه عن ممارسات إسرائيل الوحشية وهي تبيد ناس غزة برصاصها المصبوب، بل ولطالما اجتهد في (تكتيف) الضحية، وشد وثاقها، والتأكد من إغلاق المعابر والأنفاق لتشبع إسرائيل بعد الحصار ضربا، وليموت الفلسطينيون بأرضهم كالأشجار واقفين. لم يتعب الفلسطينيون، صمدوا، شعارهم الدائم ستكسرون عظامنا، وقلوبنا على فلذاتنا، لكن لن تكسروا إرادتنا، وقفت غزة وحيدة والعالم يتفرج، والشرفاء ينادون أطفال غزة يروعون، ويموتون برصاص إسرائيل المصبوب ولا حياة لمن تنادي، شابت الرؤوس لمرأى أطفال قطعتهم الصواريخ أشلاء، وآخرين نزفوا تحت الهدم حتى ماتوا، ولاحياة لمن تنادي، وها هي إسرائيل وسط صمت متواطئ، متآمر، مريب تعود لنفس فعلتها دون أدنى حياء، بل أنها تستأسد على غزة في غيبة من يسائلهم عربيا ودوليا. كثيرون مشغولون (بالكرسي) كثيرون يفكرون (قاعدين ولا راحلين) الكل مشغول عن نزيف النشرة وما تحمله من دم غزة هاشم، وتفور الأسئلة، ما الذي يمنع فتح معبر غزة؟ لماذا لا تفتح كل الأنفاق؟ لماذا لا تدخل إلى غزة ترسانة من الأسلحة لترد الجحيم الذي يصبه الأوغاد عليها ليل نهار؟ إذا كان الرد أن مجلس جامعة الدول العربية عقد جلسته الطارئة وأن أمين الجامعة عمرو موسى والمجموعة العربية سيطالبون مجلس الأمن بفرض حظر جوي على الطيران الإسرائيلي فوق غزة، فسنقول ومنذ متى وإسرائيل تنصاع للرغبة العربية أو حتى الدولية، أو منذ متى يحترم الأوغاد القوانين وكيف نثق بمن لا ثقة فيهم، وكم مرة التزم الفلسطينيون بالتهدئة ونكصت إسرائيل، ثم ماذا ستفعل جامعة الدول العربية والمجتمعون إذا ما أخرجت إسرائيل لسانها لهم وقد رفعت أمريكا الفيتو ليتعذر استصدار أي قرار يحظر الطيران الإسرائيلي فوق غزة ويمنع طائراته من مداعبة أطفال غزة بصواريخها الأليفة التي لا تقطع أجسادهم إلا إلى نصفين فقط؟ أي عاقل يقول لن تنفع الاجتماعات المطولة الأبدية بلا جدوى ولا مواويل الشجب والاستنكار، أو حتى الثقة في عون أمريكا صاحبة المكيالين دائما أبدا لتحمي ربيبتها إسرائيل، المطلوب تسليح غزة بأسلحة فاعلة، مؤثرة، المطلوب الأسلحة العربية التي خرجت لتأديب الشعوب التي بلغت سن الرشد فقالت لأنظمتها المستبدة (الشعب يريد إسقاط النظام) المطلوب استعمالها قبل أن تصدأ وقد دفعت فيها المليارات! الفلسطينيون الذين عانوا من السكوت العربي المتواطئ ليسوا بحاجة إلى قرارات ورقية لا تنفذ، لا في مجلس الأمن ولا غيره، والفلسطينيون ليسوا بحاجة لمعاونة طائرات الناتو (الحولة) التي تقصف ثوار ليبيا بدلا من مرتزقة (أبوزنقة) ويا ريت تتصور 22 دولة عربية كيف سيكون حال إسرائيل لو فتحت المعابر وامتلك الفلسطينيون عتادهم وأسلحتهم، وكيف سيكون حالها لو انضم للمقاومين في غزة شبابنا العربي الذي طالما طالب بالانضمام إلى اخوانه بغزة وأمله الشهادة فوجد المعابر موصدة!! إن تسليح الشعب الفلسطيني هو الرافعة المعنوية الوحيدة التي تضمن للمقاومين نصرا مؤزرا وتحمي القدس من التهويد وقضم بقية الأرض، وأتصور أن الأمل أيضا بالشعوب العربية وبالثوار الشباب الذين نطالبهم بمسيرة مليونية من أجل غزة التي تنزف وحيدة دون معين، بل ونطالب الأنظمة العربية بحماية المسيرات المطالبة بحق أطفال غزة وحق الفلسطينيين في الحياة، لا شيء يجعلنا نثق في إسرائيل المجرمة ولا عهودها، لا نثق في عصابات الهجانا والارجون الذين ذبحوا الفلسطينيين منذ مجازر دير ياسين وكفر قاسم وحتى غزة، لا نثق بنتنياهو ولا باراك خلفاء العصابات المخلصين، عفوا نحن لا نثق إلا في المقاومة، والبندقية. طبقات فوق الهمس * مطلوب مواقف شجاعة، ومسؤولة، ومعلنة من الأنظمة العربية في غزة التي تباد! * تصوروا لو امتلك الفلسطينيون طائرات، تصوروا كيف سيتساوى ميزان الرعب؟ * صدق الرجل الذي قال مكتوب على غزة أن تدفع فاتورة العزة، ونسأل إلى متى تدفعها وحيدة، وعمقها عربي، وتحمي لوحدها أمة؟ * تنتهك إسرائيل الأراضي السودانية لتضرب سيارة ولتقول في رسالة تهديد للأمن العربي (خلوا بالكو أنا ايدي طايلة) ومع ذلك لا حياة لمن تنادي! * المادة (6) في ميثاق الجامعة العربية تلزم الدول العربية بالتدخل في حالة تعرض أي دولة للخطر، يارب الأنظمة العربية (تاخد بالها من المادة ستة) قولوا آمين! * كان يا ما كان.. كان فيه شهيد فاكرينه مات.. واقف بيتفرج علينا من سكات.. يمسح دموع الأمهات.. حمّال أسيّه.. والصبر غيّه.. صوت المظاهرة يلهمه.. طالع لجنة ربنا على سلمه. (شعر عبدالرحمن القرضاوي)