19 سبتمبر 2025

تسجيل

ما السبيل في (مياه السبيل)؟

11 أبريل 2007

ربما الغالبية قد تابعت ما أثير حول رغبة (كهرماء) بفرض رسوم مالية على الأشخاص الذين خصصوا ما يعرف ب (مياه السبيل) بالقرب من منازلهم، وتحديد 800 ريال شهريا على ذلك.هناك أكثر من تساؤل ربما تطرحه خطوة (كهرماء)، التي حسب المعلومات هي ماضية في تنفيذها، دون اعتبار لمناشدات المواطنين، ربما أول هذه التساؤلات: هل بات من الضروري المضي في هذه الخطوة، في وقت تمر الدولة فيه برخاء نحمد الله عليه، بفضل من الله ثم بفضل توجهات رشيدة لقيادة حكيمة؟ وهل وصل بنا الحال الى اقتطاع هذه المبالغ لاضافتها الى ايرادات المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء لتنافس بذلك كيوتل؟ وما حجم استهلاك مياه الشرب في هذه الثلاجات التي تعرف ب (مياه السبيل)؟ وهل قضت (كهرماء) على كل اوجه تبذير المياه حتى لم يبق إلا هذا المصدر؟ وماذا عن أنابيب المياه التي تنفجر في أماكن شتى من مناطق الدولة، ويتم هدر كميات ربما تكفي لعام اذا ما استخدمت في مياه الشرب في هذه الثلاجات؟ اسئلة ربما لا تجد اجابة، وقبلها لا تجد مساحة للنشر، ولكن لابد هنا من الاشارة او التنبيه إلى أن هذه المياه التي وضعت عند المنازل غالبية من قام بوضعها هم رجال أفاضل كبار في السن (شيابنا)، آباؤنا واجدادنا، الذين يحبون الخير، ويسعون الى مد يد العون والمساعدة، كل قدر استطاعته، وهو ما عرف عن اهل قطر على كل صعيد، محليا وخارجيا، فلماذا توضع العقبات امام هذا الخير؟ ثم ان رواتب هؤلاء (الشيبان) و(العجايز) الذين قاموا بوضع مياه السبيل ضعيفة جدا، وقد لاتتجاوز اربعة آلاف او خمسة آلاف، هذا في أحسن الأحوال، فاذا كانوا سيدفعون 800 ريال لتسديد مياه السبيل ماذا بقي من راتبهم لتسديد الالتزامات المالية والحياتية اليومية؟ ثم كم عدد الذين يمرون في الشارع او (الفريج) الذين يشربون من هذه المياه؟ انهم لا يتجاوزون في اليوم الواحد اصابع اليدين، وفي هؤلاء الأجر الذي يبحث عنه من قام بوضع هذه الثلاجات، بل إن الطير الذي سيقوم بالشرب من هذه المياه سيحصل صاحبه على الأجر، فما بالكم بالانسان.لا اعتقد ان بقاء (كهرماء) متوقف على ايرادات مياه السبيل، واثق جدا أن الاخوة في (كهرماء) فيهم الخير الكثير، ونؤمل اعادة النظر في هذه الخطوة، تأكيدا وترسيخا لمبادئ الخير الذي عرف به اهل هذا البلد.