15 سبتمبر 2025

تسجيل

في ضيافة مبدع

11 مارس 2024

يمثل المبدع حجر الزاوية في إثراء التجربة الإنسانية ودعم الحراك الثقافي على خارطة المشهد الثقافي الإقليمي والدولي؛ سعيا لتأسيس نهضة علمية ثقافية تشمل مختلف فروع المعرفة البشرية فكلما ولد مبدع ولد معه إشعاع نور ينبئ عن إشراقة شمس جديذة تضفي على العالم نورا إضافيا. وكلما غاب مبدع حل في النفس ظلام ما وخوف ما من شيء مجهول يطل من أبواب الغياب، ولا يمكننا أن نوصد تلك الأبواب المخيفة إلا بإبقاء سيرة المبدع حية في الذاكرة، فالأمم التي لا تحيي ذكرى مبدعيها تموت انتحارا. ومن هذا المنطلق كانت احتفاؤنا بالشاعر الكبير مخدوم قولي الذي يمثل علامة فارقة في الأدب التركماني بكل أبعاده الإنسانية وعطاءاته المبهرة والمعبرة التي تعكس روح الإنسان كما يجب بتفاصيل حلمه وطموحه وحزنه واغترابه، حتى صارت سيرته الأدبية مثلا موازيا لسيرة أبي الطيب المتنبي بكل ما يمثله من قوة وجسارة وتقلبات من حيث المكانة التاريخية في الثقافة العربية ويتقاطع معه في البعض من أغراضه وموضوعاته الشعرية. كما يتقاطع مع الفكر العربي القائم على المثل العليا والجماليات الإنسانية. وما يحمله من وجهة نظر فلسفية نحو الحياة والبشر والوطن والحب مع مشاعر الإنسان الصادقة والعميقة. إن قراءة سيرة مخدوم قولي والاستغراق في عطاءاته يرسل نورا شفيفا يحيي في النفس أمل الحياة.