15 سبتمبر 2025
تسجيلفي المقال السابق تحدثنا عن أنه أحياناً يقابلنا شخص نلقاه للمرة الأولى أو ربما عند لقائنا لم نتحدث بعد، ولكن يحرك لدينا مشاعر غريبة سواء سلبية أو إيجابية دون معرفة سبب ذلك، موقف يحصل معنا ونتعامل معه ولكن نرى مواقف أخرى مشابهة له تتكرر في حياتنا وتحرك نفس المشاعر أو نتخذ لأجلها نفس القرارات وتستمر الدوامة دون أن ننتبه!. والجواب عن هذه التساؤلات حيال حدوث وتكرار هذه المواقف والمشاعر هو نتيجة تخزين لنتائج الصدمات التي تعرضنا لها وتركت آثارها بداخلنا وعلى نفسيتنا فكانت هذه الآثار كالبذور التي تم بذرها من أجدادنا وأجداد أجداد أجدادنا، ونحن الآن نقطف ثمارها وما نزرعه الآن ولم نتعامل معه سوف نضع بذوره التي سوف نعاني منها نحن وأحفادنا وسلسلة الأسلاف نتيجة التغيرات الجينية التي تسببها هذه المشاعر السلبية وهذه الصدمات على جيناتنا. مثال توضيحي الأسد الذي يطارد الغزال لاصطياده، لماذا يهرب الغزال بمجرد رؤيته للأسد، مع أنه قد يشاهده للمرة الأولى ولم يعرف أنه أسد وأنه من صفاته الافتراس، ما سبب كل هذا الخوف والفرار بالرغم من عدم معرفتهما بصفات بعضهما البعض فلماذا لا يهرب الغزال من الفيل مثلاً أليس هو أضخم حجماً؟، الجواب بسيط لأن الغزال مبرمج جينياً على الخوف من الأسد من أوائل أسلاف سلالته فبمجرد رؤيته للأسد يركض ويفر هارباً إلى مكان آمن. خاطرة،،، نفس موقف هذا الغزال المسكين يحدث معنا نحن نخزن صدماتنا من خلال كبت مشاعر الموقف في اللاوعي ببرمجة معينة، وتأتي هذه المشاعر تظهر على السطح في جينات أسلافنا، مثال أيضاً للتوضيح أكثر هناك فتاة تشعر بمشاعر الخوف والرجفة والرهبة بمجرد رؤية السيف أو الذبح وتشعر بمشاعر سلبية وهلع شديد بمجرد مشاهدتها لسيف بأي مكان، وبعد أن تم نكش مشاعرها أتضح أن جدة جدتها قد شاهدت أباها هي بعمر صغير وهو ينحر بالسيف ويطبق عليه حكم الإعدام، فتخزنت هذه المشاعر في جسدها وجيناتها وجينات أحفادها إلى أن وصلت إلى هذه الفتاة التي تعانى من مشاعر لا علاقة لها بها فقط هي نتيجة مشاعر أسلافها، وقد آن الأوان أن تتحرر منها الآن فهي لم تعد تخدمها. سوف أذكر لكم المزيد من القصص حيال هذه المواضيع في مقالات لاحقة ودمتم بمحبة وسعادة. [email protected]