16 سبتمبر 2025

تسجيل

إستراتيجيتنا الوطنية تجاه فيروس كورونا (2)

11 مارس 2020

تبذل الدولة جهودها الجبارة من اجل محاصرة فيروس كورونا وعدم انتشاره في ربوع البلاد، ولعل الجهود التي تبذل في هذه الأيام تنصب في صالح هذا الوطن من اجل الوقاية منه في نهاية المطاف. عدم الاستماع للشائعات وتبقى عملية نشر الانباء غير المؤكدة والتي تقوم على نشر الشائعات والاقاويل المفبركة من العوامل المهمة التي قد تؤدي الى نتائجها العكسية على الرأي العام وافراد المجتمع، وهو ما زاد في الأيام الماضية الطين بلة بسبب زرع الهلع والخوف بطريقة استهجنها الكثير من الناس لأنه أدى الى الفوضى وعدم نشر الحقائق التي تسعى وسائل الاعلام الحكومية لتقديمها للمجتمع بعيدا عن التضخيم او اثارة البلبلة. وهي عملية لا تخدم الصالح العام بل تزيد من الارتباك بصورة غير مجدية. تفادي السفر في الوقت الراهن ولعل النصائح المتكررة عبر وسائل الاعلام في الحث على تفادي السفر الى الخارج في هذا التوقيت بالذات يعد عين الصواب بسبب تفشي الوباء في العديد من دول العالم، كما ان خطوط الطيران الجوية ما زالت غير آمنة ويجب علينا ألا نتسرع في اتخاذ خطوة السفر الآن وتأجيلها الى المستقبل القريب، لحين هدوء الأوضاع وتعافي المجتمعات الموبوءة من الفيروس، وهي عملية صائبة لتقليل التعرض له حفاظا على صحتنا وصحة أبنائنا وأسرنا. والامر بمثابة النصيحة التي هي جزء من خطوات الاستراتيجية الوطنية لتفادي التعرض لمخاطر كورونا. تعليق المدارس والجامعات وبالأمس صدر القرار الحكيم والمدروس بتعليق المدارس الحكومية والخاصة والكليات والجامعات من باب الاحتراز، ولعلها تكون خطوة اساسية على طريق الحفاظ على مجتمعنا من أي انتكاسة - لا قدر الله – بل يجعلنا اكثر أمانا من تفشي الوباء، ومثل هذه الجهود الوطنية تسهم في ازدياد الامن أكثر داخل النفوس بين طلابنا واولياء امورهم، وهي خطوة اتخذتها دول خليجية وعربية أخرى للوقاية من الوباء مهما كانت الأسباب. وتقوم إستراتيجيتنا الوطنية أيضا: على جعل مصلحة المواطن والمقيم على رأس أوليات الدولة، ولعل تجاوب الجميع مع النصائح والتوجيهات الحكومية بمثابة جزء لا يتجزأ من اجل جعل قطر خالية من هذا الوباء الفتاك الذي غزا العالم وانتشر انتشار النار في الهشيم، كما ان العمل على تعليق الدراسة في المدارس والجامعات جاء ليكون لنا خطوة مهمة في محاصرة كورونا من باب اتخاذ الحيطة والحذر لعدم تفشيه بسرعة لا قدر الله. من هنا: فإن السياسة الحكيمة لدولة قطر تأتي متجاوبة مع مضاعفات فيروس كورونا المتوقعة، ولابد لأفراد المجتمع من التجاوب مع هذه النداءات التي تسهم مساهمة كبيرة في جعل قطر نظيفة من الوباء مهما كانت الاعراض التي ظهرت داخل المجتمع وبات التصدي لها ضرورة بكافة الطرق والوسائل لتحاشي التعرض للإصابة به في أي لحظة من اللحظات اذا لم نحسن التعامل مع الأزمة الصحية المفاجئة. كلمة أخيرة: بلدنا بألف خير، وجهود الصحة والداخلية والتعليم على وجه الخصوص تجعلنا نطمئن لها بسبب تعاون المواطن والمقيم مع الحادث الصحي المفاجئ، ومتى اتحدت هذه الجهود وتضافرت مع بعضها البعض فإن القضاء على فيروس كورونا سيؤتي ثماره بكل تأكيد. حفظ الله قطر وشعبها من كل مكروه! اللهم آمين. [email protected]