11 سبتمبر 2025

تسجيل

أين حقهم الأدبي

11 مارس 2020

عبر إذاعة صوت الخليج، يقدم الاعلامي عبدالسلام جاد الله برنامجه اليومي المتميز، وأجمل ما في برنامجه ان يعيد للذاكرة اسماء غابت مع الاسف عن الذاكرة، بعد ان غلف واقعنا اصوات تدعي انها تطرب، ولكن الزميل بو أحمد يحاول أن يعطي بعض الرموز حقهم الادبي، فيقدم تاريخهم الابداعي. أذكر وكنا ما زلنا نخطو خطواتنا الاولى عبر ممرات اذاعة قطر في عام 1968 كيف اننا نقدم اسماء الشعراء والملحنين ومن ثم المؤدي. الآن هذه السنة الحميدة مع الاسف اختفت، والادهى والأمر أن هناك مبدعين مع الاسف لم يأخذوا حقهم الادبي. من يتذكر الآن الملحن عيسى جاسم أو أحمد الفردان أو حتى احمد الزنجباري، محمود الحلواني، حسن علي درويش، سالم تركي ومن مصر مثلاً الموسيقار احمد صدقي. مع ابداعاته في الفنون الأخرى مثل الفن التشكيلي والنحت. وكيف اصبح كبير رسامي المتحف المصري، ومن يقلب في سيرة هذا الملحن يكتشف دوره في دعم الاصوات عبر سنوات وسنوات. ومن يشاهد الافلام القديمة يكتشف الحانه، مثلاً في فيلم "شاطئ الغرام" من بطولة ليلى مراد هناك الحان طربية بحق مثل "رايداك والنبي رايداك" والاغنية التعبيرية الرائعة – "الميه والهوى" ليس هذا فقط. ولكن هذا الملحن قدم حوالي 9 أغنيات لهذه الفنانة بجانب الحانه للفنانة شادية، محمد قنديل، كارم محمود. بل يقال انه لحن حوالي (5000) اغنية بجانب (500) برنامج غنائي اذاعي مثل "فرحة رمضان"، "قطر الندى"، "سوق بلدنا" وغيرها، بجانب (240) صورة غنائية وموسيقى تصويرية. إذا هناك ملحنون مغبون حقهم الادبي، عيسى جاسم ساهم في تطوير اللحن وفي تقديم الاصوات، ومع هذا فعندما غاب تحت الثرى لم يعد يذكره أحد! حسن علي درويش الملحن القطري الموهوب نموذج آخر. احمد الزنجباري الملحن العبقري اصبح مجرد ذكرى في تاريخ الاغنية الخليجية، احمد الخليل الملحن العراقي ورفيق درب حضيري ابو عزيز، ونموذج آخر عباس جميل، ولكن ان يغيب تاريخ مبدع في حجم احمد صدقي، صاحب الانجاز الكبير، فهنا الاشكالية، الذي ساهم في (120) فيلما وقدم (6) اوبريتات مثل "ليلة من الف ليلة" و"ياليل يا عين"، "زباين جهنم" و"القاهرة في الف عام". ولعل اغانيه للفنانين ما زالت حية مثل "ع الدوار" للمطرب محمد قنديل واغانيه لنجاة الصغيرة، فتحية احمد، الثلاثي المرح عبر "هنا عرايس وهنا عرايس" كثيرون مع الاسف يغلف حياتهم سطور من الغياب. إما تجاهلاً وإما لأن الغث قد احتل مكان الصدارة، والعملة الرديئة الآن لها اسواق رائجة مع الاسف، وهذه حال الدنيا.. لا حالنا نحن!. [email protected]