14 سبتمبر 2025
تسجيلتمنحنا المواقف الصعبة معرفة ما يميزنا وكذلك ما ينقصنا والتعامل مع الآخرين يعلمنا أصناف البشر ومعادنهم وتقلباتهم إشكالية البعض أنه يتشكل حسبما تحركه الظروف والبشر، فلا يعلم ماذا يريد وتنقصه الحكمة في معرفة الطرق التي يحقق بها ما يريد، وتنتهي مواقف الحياة لديه نهايات مزعجة ومؤلمة له، مما يجعله عاجزا عن تحديد مصادر راحته واستقراره.ان أكثر ما يحمي الإنسان في حياته هو امتلاكه لقيم تؤهله إن يخوض الحياة بفعالية وكفاءة وإيجابية تضمن له قرارات سليمة وردود أفعال مناسبة وصحيحة.هذه القيم يتلقاها الفرد في سنوات عمره الأولى فتكون بمثابة أُطر تحتوي مشاعره وسلوكه وتشكل أفكاره.البعض ونتيجة تذبذب معايير أسرته ومحيطه يفقد التصور الحقيقي لقيم الحياة الراقية والتي من المفترض أن يتحلى بها.ومن الطفولة إلى بداية مرحلة الشباب يظل الإنسان يتلقى القيم بقوالب وأشكال مختلفة، مرة يراها في أهله ومرة يجدها في أصدقائه حتى يجد نفسه ملزما بتكوين مفاهيم خاصة عن القيم التي عليه اعتناقها والثبات عليها والدفاع عنها.والحقيقة أن الإنسان طفلا كان أو مراهقا لا يلام على ما يمارسه من السلوك السلبي نظرا لدور الأسرة والمجتمع في تكوين شخصيته، إلا أن الإنسان وفي مراحل عمره المتقدمة يتحول إلى مسؤول عما يصدر منه من أقوال وأفعال وأفكار تجاه الأحداث والمواقف.أزمة البعض أنه يبقى طيلة حياته تابعا لمن حوله ويظن أن الحرية في الاختيار هي عبء يحاول ألا يمارسه حتى يتخلص من النقد أو اللوم أو تحمل المسؤولية.وبتلك النظرة القاصرة والإدراك اللاواعي يبقى البعض متخبطا في اختياراته لأنه في الحقيقة افتقد المعنى الحقيقي للقيم التي تمثل القاعدة الأساسية التي تحدد ماهيته وهويته الخاصة.ويحتاج الفرد في ظل مضخة المتغيرات إلى ثوابت دينية أخلاقية واجتماعية تمنحه فرصةمعايشة ما يواجهه من تقلبات واختلافات.إن عشوائية البعض في الحياة تدفعه لمجاراة مال يحمد مجاراته، فينجرف خلف الآراء وربما الأهواء التي لا تحميها من لحظات الندم وعدم الرضا.لذلك كان من الأبجديات في الحياة أن يسعى كل منا جاهدا لتعزيز القيم التي تعمل كوقاية وحصانة لذاته.تلك القيم التي تكون كقواعد منطقية وعقلانية تشكل المعايير الراقية والتي تحتوي انفعالاتالفرد وأفكاره.ولتعزيز القيم على الناضج أن يتخير القيم التي تمثل خصوصيته من ناحية الدين والمجتمع، وأن يحترم عند صياغته لها الآداب العامة التي تحقق لها التوافق والتكيف الحسن مع الآخرين وأن يكون طموحه أعلى من مستوى الأهواء العابرة أو الرغبات الانفعالية الملحة والتي ربما تقوده لتخبطات تفقده متعة اقتناء ما يعود عليه بالمكاسب الإيجابية اللازمة لتحقيق درجة جيدة من الألفة مع نفسه ومع الآخرين.أزمة البعض أنه يحول لحظات الفشل أو الإحباط إلى نكسة تعيده للوراء دون أن يعي بميزان النضج والحكمة والتأني فن الحياة الذي يتقنه الشخص المتماسك كقيمة حياتية تعزز في ذاته مفاهيم مثل شرف المحاولة ولذة الاستمرار في العطاء.إن الإعجاب والانبهار بلحظات النجاح والتألق لا يكفي لتحقيق رضا الإنسان عن نفسه، لكن الرضا الحقيقي يستوطن تلك النفوس التي تجيد مجاراة أحداث الحياة بخطى واضحة ومتزنة يحقق من خلالها الفرد نموا نفسيا وفكريا معتدلا.