13 سبتمبر 2025

تسجيل

إخفاق الداعشية التونسية في إقامة إمارة بن قردان

11 مارس 2016

استفاقت مدينة بن قردان الواقعة في أقصى الجنوب التونسي، وعلى الحدود الليبية، فجر يوم الاثنين 7مارس الجاري، على هجمات عسكرية كاسحة ومتزامنة شنتها مجموعات تونسية إرهابية (أكثر من 70 من خلال ثلاثة محاور استراتيجية ،« داعش » شخصا) تنتمي إلى تنظيم وحساسة، تتمثل في السيطرة على الثكنة العسكرية الواقعة بمنطقة جلال الواقعة على بعد 3.5 كيلومتر عن بن قردان المدينة ومنطقتي الأمن والحرس الوطنيين، ومداهمة منازل عدد من الأمنيين « إمارة داعشية » واغتيال اثنين منهم، وإحداث في المدينة. غير أن قوات الجيش التونسي، ووحدات الحرس الوطني الخاصة، والأجهزة الأمنية العاملة في المدينة، استطاعت أن تحبط هذا المخطط الإرهابي الكبير، وتخوض حرب شوارع داخل مدينة بن قردان، ومطاردات داخل مواطن العمران والأحياء، ضدالإرهابيين،الأمر الذي نجم عنه استشهاد 18 شهيداً في صفوف قوات الجيش والأمن والمدنيين وسقوط عدد آخر من الجرحى، ومقتل 46 إرهابيا، واعتقال 7 آخرين، وانتهت بسيطرة القوات العسكرية والأمنية الباسلة على الوضع في المدينة.وكنتيجة منطقيه لهذا الهجوم الإرهابي، تحولت منطقة الجنوب التونسي إلى منطقة عمليات عسكرية، تراقبها الرادارات العسكرية، وتتركز فيها الآليات العسكرية الثقيلة، والمدافع من العيارين المتوسط والطويل، وراجمات الصواريخ، على الأرض، إضافة إلى تفعيل منظومة الدفاع البحري على طول الشواطئ في المياه الإقليمية التونسية، تحسباً لأي هجوم بحري، ووضع سلاح الجو التونسي في حالة يقظة قصوى. وبعد تتركز جهود ،« إمارة بن قردان » إخفاق الداعشية التونسية في إقامة المؤسستين الأمنية والعسكرية في تونس، على ملاحقة فلول المجموعة الإرهابية التي هاجمت مدينة بن قردان، وكشف مخابئ الأسلحة والخلايا النائمة التي كانت جاهزة للالتحاق بالنواة الأصلية في الهجوم على المدينة.واستطاعت الوحدات الأمنية التونسية أن تكشف عن مخازن الأسلحة التي تمكنت العناصر الإرهابية من إدخالها بكميات كبيرة منها بعد أحداث الثورة في سنة 2011 ، وتم نقلها إلى عدة مناطق داخل الجمهورية وفي تونس الكبرى والجبال المحاذية للحدود الجزائرية. وتمكنت القوات المسلحة من الكشف عن المخزن الكبير بمدنين و 6 مخازن أخرى خلال سنة 2014 ومخزن على الخط الحدودي الصحراوي ومخزنين تم الكشف عنهما من قبل وحدات الجمارق التونسية، وإيقاف شاحنة مكنت من الكشف عن مخزنين. وأكدت مصادر الأمن التونسي أن عدد المخازن التي تم الكشف عنها بالجنوب التونسي بلغ 10 مخازن تحتوي على عدد كبير من الأسلحة المتطورة والذخيرة إلى جانب الكشف عن مخزن للإرهابي أحمد الرويسي في 2013 . وتقدر السلطات الأمنية التونسية عدد الأشخاص الذين كان يفترض أن يشاركوا في احتلال مدينة بن قردان، اعتمادا على اعترافات أولية للموقوفين، بأكثر من 250 عنصراً في الجنوب « داعشية » إرهابياً. وكانت الخطة الأصلية لإقامة أول إمارة التونسي تم الإعداد لها منذ أكثر من شهرين في وسط وغرب ليبيا.وكانت لدى السلطات التونسية معلومات متفرقة عن هذه الخطة، أهمها ما كشفت عنه التحقيقات الليبية في مدينة صبراتة بعد القصف الأمريكي، والتي شاركت فيها، أو اطلعت عليها، عناصر استخباراتية من دول مجاورة وأوروبية وأمريكية. وتقوم هذه الخطة على أربع مراحل: 55 شخصا ) « الدواعش » الأولى، وتشمل تجمّع مجموعة أولية من غالبيتهم من التونسيين) بعد صلاة الفجر، تمهيداً لاقتحام ثكنة الجيش ومقري الشرطة والحرس الوطني في بن قردان، وإعلانها عاصمة من مقهى معروف في وسط المدينة، واتخاذه مقر قيادة مؤقتا. « الإمارة » الثانية، تشمل دعوة عناصر الخلايا النائمة في بن قردان وحولها بشكل تدريجي، وقبل طلوع نهار يوم الاثنين، لحمل السلاح والالتحاق بالمجموعة الأولى، إضافة إلى انطلاق شاحنات من مدن في غرب ليبيا ومدافع من عيار 12.7 ميللمتر، وصواريخ « داعش » محملة بمقاتلين من إلى المنطقة، مستغلة انشغال وحدات الجيش التونسي « جراد » من طراز المكلفة أصلا بحراسة الحدود بالمواجهة في مدينة بن قردان.الثالثة، كانت تقوم على تحريض سكان المدينة على ما يفترض أن يكون قد بقي من السلطة التونسية، وملاحقة أعوانها واستغلال مشاعر الغضب والعلاقة المتوترة بين السكان والدولة المركزية وإطلاق عدة « داعشية » صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لأول إمارة .« الدولة الإسلامية في إفريقيا » باسم إلى بقية الخلايا داخل البلاد « النفير العام » الرابعة، تقوم على إعلان في تونس ،« كتيبة البتار » للزحف نحو الجنوب. واليوم يظهر اسم باعتبارها الجهة التي اضطلعت بأدوار تخطيطية وقيادية وتنفيذية في الهجوم على مدينة بن قردان ليس العملية الأولى التي تقوم بها الكتيبة في تونس. فقد وجهت لها اتهامات رسمية بالتخطيط وتنفيذ عدة عمليات إرهابية، أهمها عمليتا سوسة ومتحف باردو. والعملية الأخيرة نُسب دور كبير فيها إلى عادل الغندري (والد زوجته وأخويها من منتسبي ، الأجهزة الأمنية) الذي كان قد هرب إلى ليبيا منذ مارس العام 2015 وعلى رأسهم القيادي في « كتيبة البتار » وارتبط بعلاقات وثيقة مع قادة نور الدين شوشان، الذي قضى نتيجة الغارة الجوية على « كتيبة البتار » صبراتة، الشهر الماضي، ومفتاح مانيطة.