17 سبتمبر 2025
تسجيلتزداد الحياة أناقة وفخامة عندما يكون للإنسان أهداف واضحة يسعى جاهدا مجتهدا لتحقيقها.إن قدرة الإنسان على صياغة أهدافه تضمن له تأشيرة الدخول لعالم النجاح والإبداع والتميز إذ إن الطموح الايجابي المنطقي هو الذي يناسب الفرد من حيث ميوله ورغباته ومن حيث مناطق قوته كذلك إن تناسب الهدف مع طبيعة الإنسان لا يعني تضييق آفاق إنتاجه وإنما تعني القدرة على فهم النفس الفهم الصحيح الذي يحميها من التصادم مع أحداث الحياة المتنوعةوبينما يرى البعض أن الطموح لا حدود له، يرى الباحثون أن للطموح حدودا مشروطة بحاجات الفرد ودافعيته وإمكانياته الفكرية والجسدية كذلك، ولا يعتبر ذلك قصورا أو تكاسلا وإنما هي المرونة التي يستطيع الإنسان من خلالها تقبل ما يناسبه وما يليق به دون إجحاف بحقه أو تمادي يقوده للإخفاق والفشل المتكرر.إن تضخيم مستوى الطموح لا يقل خطورة عن انخفاضه وذلك لأن طموح الفرد الذي لا يعكس مستوى همته ونشاطه واستعداده، يفقده الكفاءة في العمل والتميز في الأداء. إن إرادة الإنسان للعيش في الحياة بالأسلوب الحسن المستساغ لا تتعارض مع صياغة الطموح ضمن حدود الفرد الفعلية التي لا يمكن تجاهلها أو تهميشها. إن الإرادة الواعية هي التي تعترف بالمستحيل ليس ضعفا في الإنسان وإنما كحقيقة تستلزم على الشخص العمل الجاد من أجل إيجاد البدائل التي تناسبه.إن النظرة القاصرة للمستحيل جعلته شبحا يهابه البعض لأنه يظن أن لا شيء مستحيل طالما أنه موجود ويملك حق الاختيار. إلا أن بعض الأشياء قد تبدو فعلا مستحيلة الحصول في عالم الفرد في مقابل المتاحات الأخرى المثيرة والكثيرة التي تستحق جهده وتركيزه. إن النظرة المتوازنة لإرادة الفرد ومستوى طموحه تلغي معنى المستحيل في كل ما يقدره ويرغبه وعندما يقدر الفرد على إعداد خطط حياته بتناسب بين قدراته وبين ميوله نستطيع أن نقول إن طموحه لابد أن يكون بلا حدود، طموح يقهر المستحيل ولا يعترف به في عالم يزدهر بالمعرفة الكافية والمنطقية، وبذلك ينجح الإنسان في تحقيق توافقه النفسي الذي هو في النهاية الهدف الذي ينشده الجميع. ويمثل الطموح القوة التي تحفز نشاط الفرد ودافعيته لممارسة مهامه الإنسانية والحياتية بإبداع، وهو ينمو ويكبر، ويكبر الإنسان معه وبه دون الالتفات لهوامش الحياة التي قد تشغله وتعطل سيره في الاتجاه المتوازن السليم ويستحضرني هنا قول الجنرال جورج باتون: (لا أخشى الفشل وإنما أخشى أن ينطفئ ذلك المحرك بداخلي والذي يقول لي دوماً (هناك شخص يجب أن يكون في القمة! ولم لا تكون أنت ؟؟).إن الطموح هو المحرك الأساسي لدوافع الفرد ولشعوره بإنسانيته وهو المساحة التي من خلالها يقدر الفرد على التعبير عن قوة إرادته بأساليب أكثر إتقانا وتفردا بعيدا عن المثاليات الزائفة المهلكة لروح الفرد ونفسه.